حسين بن علي (شريف مكة)
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
هو الحسين بن علي بن محمد بن عبد المعين بن عون ، من أحفاد أبي نمي ابن بركات الحسنيُّ الهاشمي : أول من قام في الحجاز باستقلال العرب عن الترك ، و آخر من حكم مكة من الأشراف الهاشميين. ولد في الآستانة سنة 1270هـ ـ 1854م ، وكان أبوه منفياً بها. وانتقل معه إلى مكة , وعمره ثلاث سنوات . فتأدب و تفقه و نظم الشعر الملحون ، و مارس ركوب الخيل و صيد الضواري . و أحبه عمه الشريف عبد الله باشا ، أمير مكة ، فوجهه في المهمات ، فدخل نجداً ، و أحكم صلته بالقبائل . ومات أبوه وعمه ، و آلت إمارة مكة إلى عمه الثاني عون الرفيق ، فلم يتحمل عمه هذا تدخله في شئون الإمارة ، و كانت تابعة للدولة العثمانية ، فطلب إبعاده من الحجاز ، فنفي إلى الآستانة سنة 1309هـ ، و جعل من أعضاء مجلس شورى الدولة ، و أقام إلى أن توفي عون الرفيق ، ثم عمه الثالث عبد الإله ،فعين أميراً لمكة سنة 1326 هـ ، فعاد إليها و قاد حملة إلى بلاد عسير ، نجدة للعثمانيين ، فقاتل صاحبها يومئذ الإدريسي. ونشبت الحرب العالمية الأولى سنة 1332هـ ـ 1914 م ، و نمت روح النقمة على العثمانيين في بلاد الشام و العراق و الحجاز ، و انتهز البريطانيون الفرصة ، وهم في حرب مع دولة آل عثمان و الألمان ، فاتصلوا بالشريف حسين من مصر، ووعدوه و مَنَّوه بملك عريض وهو اسيا العربية كامله إن هو عاونهم و ثار على العثمانيين (الترك) ، فأعلن الثورة ، وأطلق رصاصته الأولى بمكة في 9 شعبان 1334هـ ـ 1916م ،وحاصر من كان في بلاد الحجاز من العثمانيين ، و أمده حلفاءه الإنجليز بالمال و السلاح ، و نُعِت َ بالملك المنقذ ، ووجه ابنه فيصلاً على رأس جيش كبير إلى سورية فدخلها مع الجيش البريطاني فاتحاً . و بانتهاء الحرب سنة 1918م تم استيلاء الحسين على الحجاز كله . و أرسل ابنه الثاني عبد الله بجيش كبير لإخضاع واحتي تَرَبَة و الخُرمة في شرقي الطائف ، وكانتا مواليتين لابن سعود ، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ، زعيم نجد في ذلك الحين ، فعسكر بينهما . وباغته بعض رجال الواحتين يقودهم بعض الموالين لابن سعود سنة 1337هـ ـ 1919م ، فانهزم عبد الله بن الشريف حسين وفر بفلول قليلة من عساكره . و أضاع الحسين في هذه الحملة أكبر قوة جمعها. و أخرج الفرنسيين ابنه فيصلاً من سورية بعد معركة ميسلون سنة 1920م واحتلوها ، فاستنجد بعض زعمائها بالحسين ، فوجه عبد الله ليثأر لأخيه ، أو ليجمع على حدود سورية قوة تكون نواة لجيش يقلق المحتل .و اقترب منها عبد الله و نزل ببلدة عمَّان و دعاه الإنجليز إلى القدس فاتفقوا معه على أن تكون له إمارة شرقي الأردن ، فأقام بعمَّان ، وتناسى ما جاء من أجله . واستفحلت ثورة العراق على الإنجليز ، فساعدوا فيصلاً على تولي العرش ببغداد ، فتولاه . و أصبح للحسين وهو بالحجاز جناحان قويان :فيصل في شمال الجزيرة العربية و عبد الله في شمالها الغربي. وبادره ابن سعود راغباً في مصافاته ، لكن ذلك لم يحدث . وزار عمَّان سنة 1924م فبايعه أناس بالخلافة وعاد إلى مكة ملقباً بأمير المؤمنين . واشتد التوتر بينه وبين ابن سعود ، فأقبلت جموع من نجد وتَرَبَة و الخُرمة إلى مدينة الطائف ، و مزقوا جيش الحسين المرابط فيها ، و احتلتها . و سرى الذعر إلى مكة ، فاتصل بالقنصل البريطاني في جدة فأجابه هذا بأن حكومته قررت الحياد . واجتمع بجدة بعض ذوي الرأي من أهلها ونصحوا الحسين بالتخلي عن العرش لأكبر أبنائه علي ففعل . وانتقل من مكة إلى جدة سنة 1343هـ ـ 1924م ، فركب البحر إلى العقبة ، آخر حدود الحجاز في الشمال ، وكانت ولاية ابنه عبد الله . وأقام عدة أشهر . ثم أخبره ابنه بأن البريطانيين يرون أن بقاءه فيها (العقبة) قد يحمل ابن سعود على مهاجمتها . و تلقى إنذاراً بريطانياً بوجوب رحيله عنها . ووصلت إلى مينائها مدرَّعة بريطانية ، ركبها }وهو ساخط{ إلى جزيرة قبرص سنة 1925م ، وأقام فيها ست سنين ، ثم إنه مرض فأذن له الإنجليز بالعودة إلى عمَّان . وجاءه ولداه فيصل و عبد الله ، فصحباه إليها . فمكث معتلاً ستة أشهر و أياماً ، ووافته المنية سنة 1350هـ ـ 1931م ، فحمل إلى القدس و دفن فيها.