نجمة داوود
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
نجمة داوود وتسمى أيضا بخاتم سليمان وتسمى بالعبرية ماجين داويد بمعنى "درع داوود" , تعتبر من أهم رموز هوية الشعب اليهودي وهناك الكثير من الجدل حول قدم هذا الرمز فهناك تيار مقتنع بأن إتخاذ هذا الشعار كرمز لليهود يعود الى زمن الملك داوود ولكن هناك بعض الأدلة التأريخية التي تشير الى ان هذا الرمز أستخدم قبل اليهود كرمز للعلوم الخفية التي كانت تشمل السحر و الشعوذة [1] [2] وهناك أدلة ايضا على إن هذا الرمز تم إستعماله من قبل الهندوسيين من ضمن الأشكال الهندسية التي إستعملوها للتعبير عن الكون و الميتافيزيقيا [3] وكانوا يطلقون على هذه الرموز تسمية ماندالا Mandala وهناك البعض ممن يعتقد إن نجمة داوود أصبحت رمزا للشعب اليهودي في القرون الوسطى وإن هذا الرمز حديث مقارنة بالشمعدان السباعي الذي يعتبر من أقدم رموز بني إسرائيل [4] . في عام 1948 ومع إنشاء دولة إسرائيل تم إختيار نجمة داوود لتكون الشعار الأساسي على العلم الإسرائيلي
فهرست |
[تحرير] النجمة السداسية عبر التأريخ
هناك إجماع على إن الجذور العميقة لرمز النجمة السداسية تعود الى قرون من الزمن سبقت بداية تبني هذا الرمز من قبل الشعب اليهودي. لايمكن تحديد البداية الفعلية لإستعمال هذا الرمز على وجه الدقة ولكن هناك مؤشرات على الإستعمالات التالية في التأريخ لرمز النجمة السداسية:
- في الديانات المصرية القديمة كانت النجمة السداسية رمزا هيروغليفيا لأرض الأرواح وحسب المعتقد المصري القديم فإن النجمة السداسية كانت رمزا للإله أمسو الذي وحسب المعتقد كان اول إنسان تحول الى إله وأصبح إسمه حورس ويعتقد البعض إن بني إسرائيل إستعملوا هذا الرمز مع العجل الذهبي عندما طالت غيبة موسى عليهم في جبل سيناء أثناء تسلم موسى الوصايا العشر فقام مجموعة من بني إسرائيل بالعودة للرموز الوثنية التي كانت شائعة في مصر آنذاك , وقد تكون منشأ هذه النظرية بخصوص علاقة النجمة السداسية بفكرة ارض الأرواح و حورس منشأها تشابه الى نوع ما بين إسم حورس بالهيروغليفية و النجمة السداسية [5].
- في الممارسة القديمة التي تعتبر اصل علم الكيمياء الحديثة والتي كانت تسمى خيمياء كانت النجمة السداسية رمزا لتجانس متضادين و بالتحديد النار و الماء [6]
- في "العلوم الخفية" والتي هي عبارة عن ممارسات قديمة لتفسير ماهو مجهول او ماوراء الطبيعي تم إستعمال النجمة السداسية كرمز لآثار أقدام نوع من "العفاريت" وكانت النجمة تستعمل في جلسات إستحظار تلك "العفاريت" [7] .
- في الديانة الهندوسية يستعمل النجمة السداسية كرمز لإتحاد القوى المتضادة مثل الماء و النار , الذكر و الأنثى ويمثل ايضا التجانس الكوني بين شيفا (الخالق حسب احد فروع الهندوسية) و شاكتي (تجسد الخالق في صورة الإله الأنثوي) و ايضا ترمز النجمة السداسية الى حالة التوازن بين الإنسان و الخالق التي يمكن الوصول اليه عن طريق الموشكا (حالة التيقظ التي تخمُد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام مثل الشهوة، الحقد والجهل). ومن الجدير بالذكر إن هذا الرمز يستعمل في الهندوسية لأكثر من 10,000 سنة [8] [9]
- في الديانة الزرادشتية كانت النجمة السداسية من الرموز الفلكية المهمة في علم الفلك و التنجيم [10]
- في بعض الديانات الوثنية القديمة كانت النجمة السداسية رمزا للخصوبة و الإتحاد الجنسي حيث كان المثلث المتجه نحو الأسفل تمثل الأنثى و المثلث الآخر يمثل الذكر [11].
- في عام 1969 تبنى كنيسة الشيطان النجمة السداسية داخل دائرة كرمز لها وكان إختيار هذا الرمز نتيجة للرمز المشهور في الكتاب المقدس 666 الذي تم ذكره في نبوءة دانيال والتي تشير الى الدجال او ضد- المسيح [12].
- تم إستعمال النجمة السداسية و الرقم 666 في حبكة رواية شيفرة دافنشي (رواية) (2003) للمؤلف دان براون كجزء من نظرية المؤامرة [13].
[تحرير] الفرضيات حول المنشأ
هناك نظريات مختلفة حول بداية إستعمال النجمة السداسية كرمز للشعب اليهودي وفي مايلي بعض من هذه الفرضيات:
- أهمية الرقم 6 في اليهودية في إشارة الى الأيام الستة لخلق الكون و الأيام الستة التي يسمح بها للعمل و التقاسيم الستة للتعاليم الشفهية في اليهودية [14]
- النجمة السداسية تمثل الحرف الأول و الأخير من إسم داوود بالعبرية דָּוִד حيث يكتب حرف الدال بالعبرية بصورة مشابه لمثلث منقوص الضلع [15]
- من خلال مراقبة الشمس و القمر والنجوم والمذنبات كجزء من التنجيم يعتقد إن النجمة السداسية تمثل ميلاد الملك داوود او زمان إعتلاءه العرش [16].
- إستنادا الى كتاب كبالاه Kabbalah الذي يعتبر الكتاب المركزي في تفسير التوراة فإن هناك 10 صفات للخالق الأعظم وقد جرت العادة على تجسيد تلك الصفات على شكل هرم شبيه بنجمة داوود [17].
- إستنادا على روايات غير موثقة فإن الدرع الذي إستعمله الملك داوود في المعارك في شبابه كان درعا قديما وقام بلفه بشرائط من الجلد على هيئة النجمة السداسية [18] .
- إشارة الى يهوه الذي يعتبر من أقدم أسماء الخالق الأعظم في اليهودية و الذي يكتب بالعبرية הוה ويمكن تشكيل نجمة سداسية من الحرف الأول و الأخير [19].
- رمز لتحرير اليهودية من العبودية بعد أربعمائة سنة قضوها في مصر. فالشكل المثلث للهرم يدل علي التصوير الشامل لسلطة أما الهرم الآخر المقلوب فيعني الخروج عن هذه السلطة [20]
لايوجد أدلة في علم الآثار بكون نجمة داوود كانت شائعة الأرض المقدسة في زمن الملك داوود وأقدم دليل أثري تم العثور عليه لحد هذا اليوم هو عبارة عن وجود النجمة السداسية على شاهد قبر في مدينة تارانتو في الجزء الشرقي من جنوب إيطاليا والذي يعتقد إنها تعود الى القرن الثالث بعد الميلاد [21] ويعتقد بعض الباحثين إن إرتباط النجمة السداسية باليهود قد يرجع الى الملك سليمان الذي خلف الملك داوود حيث إشتهر سليمان بتعدد زوجاته وكانت إحداهن من مصر ومن المحتمل إن هذه الزوجة قد لعبت دورا في إنتشار النجمة السداسية التي كانت رمزا هيروغليفيا لأرض الأرواح حسب معتقد قدماء المصريين [22].
تم العثور على اقدم نسخة من الكتاب المقدس اليهودي في سانت بطرسبرغ ويرجع تاريخ هذا الكتاب الى عام 1010 وغلاف هذا الكتاب مزين بنجمة داوود [23]. تم العثور ايضا على مخطوطة قديمة للكتاب المقدس اليهودي المعروف بإسم التناخ في طليطلة ترجع الى عام 1307 وقد تم تزيين هذه المخطوطة بالنجمة السداسية [24].
[تحرير] القرون الوسطى
يوجد في القرون الوسطى حادثتين موثقتين عن إستخدام نجمة داوود كشعار لليهود كانت احداها في عام 1354 في براغ عندما كات جزءا من بوهيميا حيث تم تصميم علم لليهود الساكنين في تلك المنطقة في عهد الملك تشارلس الرابع (1316 - 1378) حيث شاركت قوة من اليهود في قتال قوات تابعة لملك المجر . في عام 1648 وقعت حادثة مشابهة عندما تعرضت براغ لهجوم من قبل جيش السويد وكان من ضمن المدافعين عن المدينة مجموعة من اليهود فأقترح الإمبراطور فرديناند الثالث (1608 - 1657) على هذه الجماعة حمل راية خاصة بها للتمييز بينها وبين القوات السويدية الغازية وكانت الراية حمراء اللون وعليها نجمة داوود باللون الأصفر [25].
[تحرير] العصر الحديث
إختارت الحركة الصهيونية عام 1879 نجمة داوود رمزاً لها واقترح تيودور هرتسل في أول مؤتمر صهيوني في مدينة بال أن تكون هذه النجمة رمزا للحركة الصهيونية بل أيضا رمز الدولة اليهودية مستقبلا [26] وتم إستعمال هذا الرمز ايضا من قبل لجنة الطلاب "أخوة صهيون" في عام 1881 وفي عام 1882 اختار مؤيدي حركة "البيلو" نجمة داوود في ختمهم الرسمي ومن الجدير بالذكر إن حركة « محبة صهيون » ( البيلو ) كانوا من طلائع اليهود الذين بدؤا بالهجرة الى فلسطين من 1882 الى 1903 والذي يسمى ايضا بالهجرة الأولى [27] وبعد إعلان دولة إسرائيل بستة اشهر قرر مجلس الدولة المؤقت بتاريخ 28 اكتوبر 1948 إعتماد نجمة داوود كشعار على العلم الإسرائيلي [28]
من الجدير بالذكر إن اليهودية الأرثودوكسية ترفض إعتبار نجمة داوود رمزا للشعب اليهودي وذلك لكونها رمزا ذو علاقة بالسحر و الشعوذة القديمة او ماكانت تسمى العلوم الخفية .
[تحرير] نجمة داوود في المسيحية
يستعمل نجمة داوود كرمز من قبل الطائفة المسيحية التي تسمى المورمنز وخاصة في كنائسهم ويعتبر المورمنز النجمة رمزا لقبائل بني إسرائيل الأثنا عشر القديمة حيث يعتبر المورمنز نفسهم إمتدادا لهذه القبائل ويحتفل المورمن بكثير من المناسبات اليهودية حيث وقعت الكثير من الأحداث التأريخية للمورمنز في مناسبات يهودية مهمة ولا يعرف إن كانت هذه مصادفة او شيئا متعمدا فعيد ميلاد مؤسس الطائفة جوزيف سمث يصادف يوم الهانكة التي هي عطلة يهودية تبدأ عادة في ديسمبر وهناك 12 مناسبة تاريخية مهمة للمورمنز تصادف كلها مناسبات يهودية [29] .
[تحرير] نجمة داوود و النازية
تم إستعمال نجمة داوود من قبل النازية أثناء الهولوكوست حيث تم إجبار اليهود على وضع شارة صفراء على شكل نجمة داود على ملابسهم بغية التعرف على اليهود وكانت هناك ثلاث انواع من شارة النجمة السداسية المخصصة لليهود:
- الشارة الصفراء على شكل نجمة داوود لليهود.
- مثلت اسود اللون على مثلث اصفر مرتبة على شكل نجمة داوود للاشخاص الذين ينتمون للعرق الآري وكانت لهم صلة قربى مع اليهود [30].
[تحرير] المصادر
[57]