الحرب على الإرهاب
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الحرب على الإرهاب و تسمى أيضاً الحرب العالمية على الإرهاب و يطلق عليه البعض تسمية الحرب الطويلة وهي عبارة عن حملة عسكرية واقتصادية و إعلامية مثيرة للجدل تقودها الولايات المتحدة و بمشاركة بعض الدول المتحالفة معها وتهدف هذه الحملة حسب تصريحات الرئيس الأمريكي جورج و. بوش إلى القضاء على الإرهاب و الدول التي تدعم الإرهاب. بدأت هذه الحملة عقب احداث 11 سبتمبر 2001 التي كان لتنظيم القاعدة دور فيها و أصبحت هذه الحملة محوراً مركزياً في سياسة الرئيس الأمريكي جورج و. بوش على الصعيدين الداخلي و العالمي وشكلت هذه الحرب انعطافة وصفها العديد بالخطيرة و غير المسبوقة في التاريخ لكونها حرباً غير واضحة المعالم و تختلف عن الحروب التقليدية بكونها متعددة الأبعاد و الأهداف.
فهرست |
[تحرير] بدايات الحرب
قبيل و أثناء وعقب احداث 11 سبتمبر 2001 حصلت سلسلة من الأحداث التي أدت تدريجياً الى بلورة فكرة الحرب على الأرهاب ونشوء فكرة محور الشر الذي استعمله الرئيس الأمريكي جورج و. بوش لوصف دول العراق و ايران و كوريا الشمالية وايضا نشوء الفكرة المثيرة للجدل وهي الهجوم مع سبق الأصرار لغرض الدفاع عن النفس وفيما يلي سلسلة من الأحداث تم ذكرها كمسوغات لبداية اعلان الحرب على الأرهاب:
- في 26 فبراير 1993 تم تفجير سيارة مفخخة في مرآب بناية مركز التجارة العالمية في نيويورك وأسفر هذا الأنفجار عن مقتل 6 واصابة اكثر من 1000 شخص بجروح و قام بتنفيذ هذه المهمة حسب وكالة المخابرات الأمريكية المواطن الكويتي رمزى يوسف الذي كان من اصول باكستانية والذي دخل الولايات المتحدة بجواز سفر عراقي وهو ابن اخ خالد شيخ محمد احد قياديي منظمة القاعدة والذي تم القبض عليه في باكستان عام 2003. وحسب نفس المصدر فان يوسف قد تعاون مع الأمريكي من اصول عراقية عبد الرحمن ياسين لوضع السيارة المفخخة في مرآب بناية مركز التجارة العالمية في نيويورك و التي كانت تزن 600 كغم من مادة تي إن تي. انفجرت المفخخة في الساعة 12:17 ظهرا بتوقيت نيويورك وفر يوسف رمزي الى باكستان بعد ساعات من العملية وبقي فيها الى ان تم القاء القبض عليه في 7 فبراير 1995 وحوكم عليه بالسجن المؤبد من قبل محكمة امريكية وهو حاليا في احد سجون ولاية كولورادو. بالنسبة لعبد الرحمن ياسين فهو من مواليد الولايات المتحدة لأبوين عراقيين ويعتقد انه في العراق حاليا و هو على لائحة المطلوبين من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي[1] [2] .
- في 7 اغسطس 1998 تمر تفجير سفارتي الولايات المتحدة في دار السلام عاصمة تنزانيا و نيروبي عاصمة كينيا وتم اتهام منظمة القاعدة بتنفيذ الهجمتين اللتين اسفرتا عن 225 قتيل و جرح اكثر من 4000 شخص وهذه الهجمة ادت الى انتشار اسم أسامة بن لادن على النطاق العالمي وقام الرئيس الأمريكي انذاك بيل كلينتون باصدار اوامره في 20 اغسطس 1998 بقصف اهداف في السودان و أفغانستان بصواريخ توما هوك وكانت من ضمن الأهداف مصنع الشفاء للادوية في الخرطوم الذي زعمت الولايات المتحدة بانها شركة كانت تساند أسامة بن لادن ماليا ومن الجدير بالذكر ان حكومة السودان طالبت الولايات المتحدة باعتذار رسمي ولكن لم يتم صدور هذا الأعتذار وكانت الأهداف في أفغانستان عبارة عن ما وصفه بيل كلينتون بمعسكرات لتدريب الأرهابيين وكان الرئيس الأمريكي في تلك الأثناء في خضم ضجة اعلامية بسبب علاقته مع مونيكا ليونسكي[3] [4] .
- في 12 اكتوبر 2000 تم تنفيذ احدى العمليات الأنتحارية على ناقلة عسكرية امريكية بحرية USS Cole في ميناء عدن في اليمن وكانت الناقلة راسية في المياه اليمنية لغرض التزويد بالوقود. في الساعة 11:18 قبل الظهر بتوقيت عدن اقترب قارب صغير من الناقلة و اصطدمت بها محدثا انفجارا خلف فتحة بطول 12 متر على جانب الناقلة وقتل 17 من الملاحين وتم اصابة 39 آخرين بجروح وتم فيما بعد اكتشاف ان منفذي العملية أبراهيم الثور و عبدالله المساواة كانوا اعضاء في منظمة القاعدة. بعد اكثر من سنتين و بالتحديد في 3 نوفمبر 2002 اطلقت عناصر من وكالة المخابرات الأمريكية النار على سيارة كانت تقل أبو علي الحارثي و أحمد حجازي على الأراضي اليمنية حيث اعتبرت الوكالة الأثنان من المخططين الرئيسيين للعملية[5] [6] .
[تحرير] تعريف الإرهاب
كلمة الإرهاب بحد ذاتها هي كلمة مثيرة للجدل إذ أن للكلمة معاني عديدة يعتمد على الانتماء الثقافي و الديني للشخص حيث أن للكلمة معاني مقبولة في العقيدة الإسلامية وتشير إلى تخويف أعداء الله استنادا إلى النص القرآني "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" ولكن مفهوم الكلمة الحالي والتي تستعمله وكالات الأنباء الغربية هو أي عمل يستخدم العنف والقوة ضد المدنيين ويهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للعدو عن طريق إرهاب المدنيين بشتّى الوسائل.
وتعريف الإرهاب هو من المشاكل الكبرى في العصر الحديث ناهيك عن المشاكل في تعريف كلمات مثل الحرب او المقاومة أو الغزو أو التحرير التي تختلف معانيها و أسلوب استخدامها حسب الاتجاهات السياسية و العقائدية للشخص. قبل إعلان الحرب على الإرهاب كان تعريف الحرب هو صراع مسلح بين القوات المسلحة لدولتين ضمن حدود واضحة المعالم مثل حرب عالمية أولى أو حرب عالمية ثانية أو حرب الخليج الأولى ولكن الحرب على الإرهاب غيرت كليا المفاهيم القديمة في تعريف الحروب . لايوجد في هذا النوع من الحرب بقعة جغرافية معينة يمكن أن تعتبر جبهة القتال الرئيسية وحتى إذا تم تحديد حدود الصراع فان مجرد محاولة إطلاق تسمية على الحملة يكون موضوعا مثيرا للجدل فعلى سبيل المثال يطلق البعض تسمية غزو العراق 2003 على الحملة العسكرية التي أطاحت بحكم حزب البعث في العراق بينما يطلق عليه البعض الآخر "عملية تحرير العراق" ويطلق البعض تسمية المقاومة العراقية على العمليات المسلحة التي تشن على قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة و السلطات التي تشكلت عقب الحملة في العراق منذ 2003 بينما يطلق البعض الآخر تسمية العمليات الإرهابية عليها وهناك تقسيمات حتى بين المتفقين على استعمال مصطلح معين مثل "المقاومة" فالبعض يقسمها الى تقسيمات ثانوية مثل المشروعة أو الشريفة و غير المشروعة ومن الأمثلة الأخرى هي حركة حماس في فلسطين التي تعتبر من قبل الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي و إسرائيل "منظمة إرهابية" بينما يعتبرها البعض الآخر "حركات جهادية" أو "تحررية" وحتى إذا تم الأتفاق على تسمية الحرب على الإرهاب فان هناك اختلافا في طريقة شن هذا الحرب فعلى سبيل المثال يؤمن جورج و. بوش بمبدأ الهجوم مع سبق الأصرار لغرض الدفاع بينما يؤمن الاتحاد الروسي بالتدخل في الشيشان فقط إذا كانت هناك ضربات مباشرة على مصالحها . في يوليو 2005 تخلت الإدارة الأمريكية عن استعمال مصطلح الحرب على الإرهاب وبدأت باستعمال "الصراع الدولي ضد التطرف العنيف" Global Struggle Against Violent Extremism . بغض النظر عن التسميات فإن هذا النوع من الحرب هو مثير للجدل.
ويعتقد البعض أن هناك خلطا في مفهوم كلمة الإرهاب يرجع إلى ترجمة لغوية ليست غير دقيقة فحسب بل غير صحيحة مطلقا حسب تعبيرهم لكلمة Terror الانجليزية ذات الأصل اللاتيني . المعبّر عنه اليوم بالإرهاب هو ما استُخدِم للتعبير عنه في اللغة العربية كلمة " الحرابة " اخذا مما ورد في القران في سورة المائدة " إنما جزآؤُاْ الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي ٌ في الدّنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم (33) " . وفي فترة لاحقة توسّع فقهاء الاسلام في توسيع دلالات هذا التعبير ، لينطبق على مخالفة أولي الأمر . و استغل الخلفاء الأمويون و العباسيون هذا المفهوم ، ومن بعدهم السلاطين والأمراء ليشمل من يخالفهم الرأي في الحكم ، أو ما يعرف بالمعارضين السياسيين على تعبير اليوم. لذلك يعتقد البعض أنه من الضروري البحث عن مصطلح أكثر دقة يعبر عن الترويع وفق الفهم الإسلامي.
وفيما يلي بعض التعاريف لكلمة terrorism او الإرهاب:
- حسب قاموس أوكسفورد السياسي Oxford Concise Dictionary of Politics الإرهاب هو مصطلح لا يوجد اتفاق على معناه الدقيق حيث يختلف الأكاديميون و السياسيون على تعريفه ولكنه بصورة عامة يستخدم لوصف أساليب تهدد الحياة تستعملها مجاميع سياسية نصبت نفسها في حكم أو قيادة مجاميع غير مركزية في دولة معينة.
- الأمم المتحدة: لايوجد لها لحد هذا اليوم تعريف للارهاب [7]
- تعريف A.P. Schmid الذي يستعمله علماء الاجتماع وفيه يعتبر الإرهاب أساليب متكررة تولد الخوف و القلق يقوم بها أفراد بإشراف مجموعات داخل دولة أو بإشراف الدولة نفسها وتكون أهداف العملية سياسية عادة وتختلف عن الاغتيالات بكونها ليست موجهة إلى شخص معين ويتم اختيار الأهداف لغرض إرسال إشارات إلى أكبر عدد من الناس و الحكومات التي تمثلهم [8].
- تعريف الاتحاد الأوروبي: الإرهاب عبارة عن عمل عدواني متعمد يقوم بها أفراد أو مجاميع وتكون موجهة ضد دولة أو اكثر من دولة لغرض ممارسة الضغط على الحكومات بأن تغير سياساتها الدولية و الداخلية و الاقتصادية [9].
- تعريف عصبة الأمم لسنة 1937 : الإرهاب هو عمل إجرامي موجه ضد حكومة معينة لغرض خلق حالة من الرعب في نفوس اشخاص أو مجموعة من الأشخاص الساكنين في تلك الدولة [10].
- تعريف الولايات المتحدة: أي عملية عنف تشكل خطرا على حياة الإنسان والتي تنافي القوانين الجنائية للولايات المتحدة أو أية ولاية من الولايات الأمريكية وحدثت إما داخل حدود الولايات المتحدة أو خارجها مستهدفة لمصالح أمريكية ويكون غرض العملية ترعيب المدنيين و التأثير على الحكومة لتغيير سياستها[11]
[تحرير] مفهوم جديد لتعبير قديم
استخدم مصطلح terrorism لأول مرة في عام 1795 وكانت الكلمة فرنسية مشتقة من كلمة لاتينية terrere وهو التخويف واستعملت الكلمة لوصف اساليب التي استخدمتها المجموعة السياسية الفرنسية Jacobin Club بعد الثورة الفرنسية وكانت هذه الأساليب عبارة عن اسكات واعتقال المعارضين لهذه المجموعة السياسية التى كان لها دورا بارزا في الثورة الفرنسية حيث كانت توجهاتها معتدلة في البداية ولكنها بدأت تنحو منحى يساريا بعد الثورة وكان عدد المنتمين الى هذه المجموعة يقارب 500,000 ولكن المجموعة انحلت و قتل معظم قيادييها في عام 1794 [12].
في بدايات القرن العشرين كانت كلمة الأرهابي يستخدم بصورة عامة لوصف الأشخاص او الجهات الذين لايلتزمون بقوانين الحرب اثناء نشوب صراع معين مثل تجنب الأستهداف المتعمد للأهداف مدنية او اشخاص مدنيين و رعاية الأسرى والعناية بالجرحى, وكان التعبير يستخدم ايضا لوصف المعارضين السياسيين لحكومة معينة وكانت كلمة ارهابي ذو معاني ايجابية من قبل المعارضين و اقدم ذكر لهذه الكلمة مدونة في سيرة فيرا زاسوليج Vera Zasulich التي كانت كاتبة ماركسية من روسيا وقامت باغتيال الحاكم العسكري لمدينة سانت بطرسبرغ في عام 1878 لأسباب سياسية وقامت راسوليج بعد الأغتيال بالقاء مسدسها وتسليم نفسها قائلة "انا ارهابية و لست بقاتلة" وكانت راسوليج عضوة في مجموعة كانت تسمى لاسلطوية وكانت المجموعة معارضة لحكومة روسيا القيصرية[13].
وفي الأربعينيات استعمل تعبير الحرب على الإرهاب لأول مرة من قبل سلطات الأنتداب البريطاني في فلسطين اثناء الحملة الواسعة التي قامت بها للقضاء على سلسلة من الضربات التي استهدفت مدنيين فلسطينيين والتي كانت تقوم بها منظمتي أرجون و شتيرن فقامت القوات البريطانية بحملة دعائية واسعة في الجرائد قبيل الحملة واطلقوا تسمية الحرب على الإرهاب عليها [14] . ولكن الأنتشار الأوسع للتعبير حدث في نهاية السبعينيات حيث كان التعبير War on Terrorism مكتوبة نصا على غلاف مجلة التايم Time magazine في عام 1977 وكان عنوانا لمقال رئيسي عن المعارضين او ما اسماهم المقال اللاسلطويين الذي كانو من المعارضين السياسيين لحكومات الأتحاد السوفيتي و وبعض الحكومات الأوروبية [15] .
بعد احداث11 سبتمبر 2001 حدثت تغييرات على المعنى الدقيق للارهابي وتم استعمال تعبير الحرب على الإرهاب لوصف حملات متعددة الأوجه على الأصعدة الأعلامية و الأقتصادية و الأمنية و الحملات العسكرية التي استهدفت دولا ذات سيادة و حكومات , وكان هذا الأنعطاف في معاني كلمة ارهابي و تعبير الحرب على الإرهاب مصحوبا على الأغلب باضافة وصف الشخص او الجهة بكونه يستعمل الدين في الشؤون السياسية او يقوم بتطبيق الدين بصورة متطرفة.
[تحرير] المشاريع و الأهداف
أستنادا على منشورات معهد الدراسات الأستراتيجية وهو معهد بريطاني تأسس عام 1958 فان الأهداف الرئيسية للحرب على الأرهاب يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
- قطع الملاذ الآمن للارهابيين للحيلولة دون انشاء معسكرات تدريب او رص صفوف اعضاء ما يسمى بالمجموعات الأرهابية.
- قطع تدفق الدعم المالى لما يسمى بالمنظمات الأرهابية.
- القاء القبض على المشتبهين بانتماءهم الى ما يعتبر مجاميع أرهابية.
- الحصول على المعلومات بطرق مختلفة مثل الأستجواب و التنصت و المراقبة و التفتيش.
- تحسين مستوى اداء اجهزة المخابرات الخارجية والأمن الداخلي.
- تقليل او قطع الدعم من المواطنيين المتعاطفين لما يسمى بالمجموعات الأرهابية عن طريق تحسين المستوى المعيشي و توفير فرص العمل.
- الأستعمال الكثيف لأجهزة التنصت لكي يكون اعتماد ما يسمى بالمجاميع الأرهابية على الوسائل البدائية البطيئة في التواصل و نقل المعلومات.
- أقامة علاقات دبلوماسية متينة مع حكومات الدول التي تشكل جبهة للحرب ضد الأرهاب.
و هذه النقاط المذكورة من قبل المعهد تظهر بوضوح مدى تشعب هذا النوع من الصراع حيث ان هناك جهود عسكرية واقتصادية و استخباراتية و أمنية و دبلوماسية حكومية و دبلوماسية شعبية يجب التنسيق بينها.
[تحرير] الموقف العالمي
بعد أقل من 24 ساعة على احداث 11 سبتمبر 2001 اعلن حلف شمال الأطلسي ان الهجمة على اية دولة عضوة في الحلف هو بمثابة هجوم على كل الدول 19 الأعضاء وكان لهول العملية اثرا على حشد الدعم الحكومي لمعظم دول العالم للولايات المتحدة ونسى الحزبين الرئيسيين في الكونغرس و مجلس الشيوخ خلافاتهم الداخلية وكانت هناك تباين شاسع في المواقف الرسمية الحكومية لبعض الدول العربية والإسلامية مع الرأي العام السائد على الشارع الذي كان اما لامباليا او على قناعة ان الضربة كانت نتيجة ما وصفه البعض "بالتدخل الأمريكي في شؤون العالم".
بعد فترة قصيرة من احداث 11 سبتمبر 2001 وجهت الولايات المتحدة اصابع الأتهام الى تنظيم القاعدة و زعيمها أسامة بن لادن. في 16 سبتمبر 2001 صرح بن لادن من على شاشة قناة الجزيرة الإخبارية انه لم يقم بتلك العملية التي وحسب تعبيره "قد يكون جماعة لهم اهدافهم الخاصة بهم وراء العملية" وفي 28 سبتمبر صرح بن لادن في صحيفة الأمة Daily Ummat ان ليس له اي علاقة بالضربة ولم يكن له علم بها [16] [17] ومن الجدير بالذكر ان القوات الأمريكية عثرت فيما بعد على شريط في بيت مهدم جراء القصف في جلال آباد في نوفمبر 2001 ويظهر في الشريط أسامة بن لادن وهو يتحدث الى خالد بن عودة بن محمد الحربي عن التخطيط للعملية وقد قوبل هذا الشريط بموجة من الفرح فى الشارع العربي [18] ولكن بن لادن وفي عام 2004 وفي تسجيل مصور تم بثه قبيل الأنتخابات الأمريكية في 29 اكتوبر 2004 اعلن مسؤولية تنظيم القاعدة عن الهجوم [19].
يعتبر البعض غزو افغانستان اول جولة عسكرية في الحرب على الإرهاب وكانت القوات المشاركة في البداية هي قوات الولايات المتحدة و المملكة المتحدة وقوات التحالف الأفغاني الشمالي التي كانت عبارة عن مجموعة من القوات الأفغانية المختلفة المعارضة لحكومة طالبان الارهابية وانظمت فيما بعد قوات من المانيا و كندا و أستراليا و نيوزيلندا وايطاليا و اسبانيا و فرنسا و باكستان و بولندا و كوريا الجنوبية. كان هناك تأييد شبه مطلق للولايات المتحدة في اعلانها الحرب على الأرهاب وحظت عملية غزو افغانستان 2001 بدعم كبير مقارنة بالتشتت في الأراء الذي صاحب الجولة العسكرية الثانية من الحرب على الأرهاب و الذي سميت غزو العراق 2003 حيث ساندت المملكة المتحدة و ايطاليا و اسبانيا و كوريا الجنوبية و بولندا و أستراليا غزو العراق 2003 وعارضت كندا و المانيا و فرنسا و باكستان و نيوزيلندا الجولة الثانية من الحرب على الإرهاب او ماسميت غزو العراق 2003 [20].
بالرغم من صعوبة تحديد ساحة محددة لهذه الحرب الا ان الولايات المتحدة اعتبرت هذه المناطق الجغرافية كجبهات لما سمي بالحرب على الإرهاب [21]:
- جنوب آسيا و بالتحديد أفغانستان و باكستان.
- الشرق الأوسط وبالتحديد العراق و السعودية و اليمن.
- جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق و بالتحديد الشيشان و جورجيا و أوزبكستان.
- جنوب شرق آسيا و بالتحديد فلبين و تايلند و إندونيسيا
- أفريقيا وبالتحديد جيبوتي و إثيوبيا و إريتريا و كينيا و الصومال و السودان و جمهورية تنزانيا المتحدة
[تحرير] التغييرات في السياسة الأمريكية
وافق الكونغرس و مجلس الشيوخ الأمريكي بالاجماع و بسرعة فائقة على منح الرئيس الأمريكي جورج و. بوش 40 مليار دولار لحملة الحرب على الإرهاب و 20 مليار دولار اضافي لمساعدة خطوط الطيران الأمريكية في ازمتها الأقتصادية التي مرت بها عقب احداث 11 سبتمبر 2001 وتم القاء القبض على الالاف من الأشخاص منهم الكثير من المواطنيين الأمريكيين من اصول شرق اوسطية وجرت معظم الأعتقالات بصورة غير معهودة في القوانين الجنائية الأمريكية اذ لم يتمتع المشبوهون بحق التمثيل القانوني لهم من قبل محامين.
بدات وزارة العدل الأمريكية بحملة تسجيل لأسماء المهاجرين وطلب من المواطنين الغير الأمريكيين تسجيل اسماءهم لدى دوائر الهجرة الأمريكية وتم تمرير قانون مثير للجدل وهو قانون USA Patriot Act الذي منح صلاحيات واسعة للاجهزة الأمنية في استجواب و تفتيش و اعتقال و التنصت على كل من يشتبه به دون اتباع سلسلة الأجراءات القانونية التي كانت متبعة قبل 11 سبتمبر 2001 وتم انتقاد هذا القانون من قبل مجاميع كثيرة في الولايات المتحدة فيما بعد لكونها تعارض الدستور الأمريكي و حسب تعبيرهم ترسل اشارة الى الإرهابين بانهم انتصروا لأنهم اجبروا الحكومة على ان تصرف مثل الدول الغير الديمقراطية ولكن الرئيس الأمريكي دافع عن القانون و صرح في 9 يونيو 2005 انه وبفضل هذا القانون تم القاء القبض على 400 مشتبها بهم بكونهم خلايا نائمة لمنظمة القاعدة وتم اثبات التهمة على اغلبيتهم [22]
[تحرير] وجهات نظر المعارضين
يرى المناهضون للحرب على الأرهاب ان الأوضاع الأمنية ازدادت سوءا حسب تعبيرهم و ان هناك تضخيما لخطورة التهديدات التي تشكلها المجموعات الأرهابية وان هذا الحرب أدت الى خروقات في حقوق الأنسان حتى في الولايات المتحدة نفسها ويرى البعض ان الخطر الحقيقي لاتكمن في الأرهابيين ولكن في الأساليب المستعملة ضدهم اذ يرى البعض بانه من المستحيل القضاء على فكرة معينة بحملة عسكرية وان ماتساهم به الحملات العسكرية حسب رايهم هو زيادة حدة و خطورة و انتشار الإرهاب ويمكن تلخيص الأنتقادات للحرب على الأرهاب بالنقاط التالية:
- الصعوبة في كون الجهة اما مع او ضد الحرب على الأرهاب بحيث لايقبل هذا التصنيف اي مجال لأنتقادات يراها البعض ضرورية.
- الخسائر البشرية الكبيرة بين صفوف المدنيين فعلى سبيل المثال قتل اكتر من 3000 مدني في غزو افغانستان 2001 وحوالي 200,000 مدني في غزو العراق 2003 .
- تقارير منظمة العفو الدولية اشارت الى كثير من الأعتقالات التي تمت في سجون سرية بدون توجيه تهم وبدون اللجوء الى التسلسل القضائي و المحاكم وعدم تمتع هؤلاء السجناء بحق التمثيل القانوني من قبل محاميين .
- مبدأ الهجوم لغرض الدفاع عن النفس يعتبرها البعض مبدءا خطيرا ويتطلب ادلة دامغة و قاطعة لاثبات ان مجموعة او دولة معينة تشكل بالفعل خطرا على امن دولة اخرى وهذا الأثبات لم يكن موجودا في الجولة الغسكرية الثانية من الحرب على الأرهاب في عملية غزو العراق 2003 حيث لم يتم العثور على اسلحة الدمار الشامل ولم تثبت علاقة الحكومة العراقية باي دور مباشر او غير مباشر في احداث 11 سبتمبر 2001.
- الأستنزاف الكبير للاقتصاد الأمريكي اثناء الحرب على الأرهاب الذي حول اكبر فائض في تاريخ الولايات المتحدة في عهد بيل كلينتون الى اكبر نقص في الميزانية في تاريخ الولايات المتحدة في عهد جورج و. بوش .
- استمرار الحرب لفترة زمنية قد تكون طويلة جدا مع عدم تحقيق انتصار ملموس اذ ان هذا الحرب بخلاف الحروب التقليدية لايعتبر قتل او اعتقال زعماء الجهات المعادية او ال تحقيق النصر العسكري بمثابة نصر لان الحرب هو حرب افكار و اتجاهات .
- انشغال الحكومة بالحرب على الأرهاب ادت الى تجاهل الأزمات الداخلية في الولايات المتحدة من البطالة وسوء حالة التامين الصحي والضمان الأجتماعي وتم تقليص بعض هذه الميزانيات لدعم الحرب الذي لايوجد هناك بوادر لنهايته.
[تحرير] وجهات نظر المؤيديين
يمكن تلخيص وجهات نظر المؤيديين لفكرة الحرب على الأرهاب بالنقاط التالية:
- نشر الديمقراطية في الدول الغير ديمقراطية سوف يؤدي في المدى البعيد الى زيادة استقرار العالم و القضاء على الإرهاب.
- يرى المؤيدون ان هناك مبالغة في تقدير الخسائر البشرية بين صفوف المدنيين ويعتبرون المدنيين الذي يعيشون بالقرب من الإرهابيين من المتعاطفين معهم ويقومون على الأغلب بتقديم الدعم المعنوي او المادي او المعلوماتي او يقدمون الملاذ الأمن للارهابيين و بهذا فهم ليسوا محايدين تماما وحسب نظرية هذه الحرب لا مكان للحياد.
- يرى المؤيدون ان هذه الحرب هو عامل رئيسي في كسر شوكة معاقل الأرهاب الرئيسية وقطع اتصالاتهم وجعل المتعاطفين معهم مترددين في الأنضمام الى صفوفهم خوفا من ان يلحق بهم نفس المصير.
- الديمقراطية في الشرق الأوسط يراه المؤيدون للحرب الطريقة الوحيدة للتخلص من الأفكار الدينية المتطرفة وقد يكون بداية هذه الديمقراطيات هشا في البداية او تزيد من الوضع الأمني سوءا ولكنها في المستقبل البعيد تكون عاملا في استقرار العالم.
- يرى المؤيدون انه بعد اعلان هذا الحرب لم تحدث اي اعمال ارهابية كبيرة في الولايات المتحدة.
- يرى المؤيدون للحرب ان هناك نتائج ايجابية تم تحقيقها نتيجة هذا الحرب منها على سبيل المثال الانتخابات في أفغانستان و الأنتخابات العراقية و محاكمة صدام حسين و تخلي ليبيا عن عن برامجها لتصنيع الأسلحة النووية والأنسحاب السوري من لبنان والأنتخابات التي جرت في مصر و السعودية.
[تحرير] اسير حرب ام مقاتل غير عسكري
في 26 ديسمبر 2002 نشرت صحيفة Washington Post تقريرا مستندا على احد عناصر وكالة المخابرات الأمريكية مفاده ان هناك وسائل تعذيب تستعمل في التحقيق مع المشتبهين بهم في معتقل Bagram Air Base في افغانستان و معتقل كوانتانمو في كوبا ومعتقل Diego Garcia في جزيرة على المحيط الهندي ونشرت في يناير 2004 تقارير عن حالات مماثلة في سجن أبو غريب في العراق وكانت هناك تقارير عن قيام السلطات الأمريكية بنقل بعض المشتبهين بهم الى سجون في دول اخرى لغرض الأستجواب حيث لاتوجد في قوانين تلك الدول بنود تمنع التعذيب مثل مصر و الأردن و المغرب و سوريا و أوزبكستان [23] [24] [25].
واضافت تقارير صحيفة Washington Post ان المعتقلين أجبروا على الوقوف او الركوع لساعات طويلة مع اكياس على رؤوسهم ومنعوا من النوم وفي بوادر تعارض افكار واضحة في الأدارة الأمريكية وصفت الخارجية الأمريكية هذه الأساليب بالسيئة بينما اعتبرها مسؤولون من وزارة الدفاع بالمقبولة ولايمكن تعريفها بالتعذيب وطالبت منظمة مراقبة حقوق الأنسان Human Rights Watch الولايات المتحدة بتوضيحات عن هذه التقارير و طالبت ايضا بتصريح رسمي من الحكومة الأمريكية يشجب فيها اساليب التعذيب [26] وبرزت انتقادات كثيرة من داخل الولايات المتحدة لهذه الأساليب وكانت بعضها من خبراء في التحقيق و الأستجواب حيث صرحوا ان المعلومات التي قد يتم الحصول عليها باستعمال هذه الأساليب لا يمكن الأعتماد عليها لكونها صادرة من اشخاص يريدون التخلص من طريقة الأستجواب وقد يدلون بمعلومات خاطئة ولكنها باعتقادهم قد ترضي المحقق [27]. ومن الجدير بالذكر ان المعتقلين في حملة الحرب على الإرهاب يسمون من قبل الحكومة الأمريكية بمقاتلين غير قانونيين illegal combatants ولا يعتبرون اسرى حرب لذلك ومن وجهة نظر الحكومة الأمريكية فانهم غير مشمولين ببنود معاهدة جنيف لمعاملة اسرى الحرب.