Ebooks, Audobooks and Classical Music from Liber Liber
a b c d e f g h i j k l m n o p q r s t u v w x y z





Web - Amazon

We provide Linux to the World


We support WINRAR [What is this] - [Download .exe file(s) for Windows]

CLASSICISTRANIERI HOME PAGE - YOUTUBE CHANNEL
SITEMAP
Audiobooks by Valerio Di Stefano: Single Download - Complete Download [TAR] [WIM] [ZIP] [RAR] - Alphabetical Download  [TAR] [WIM] [ZIP] [RAR] - Download Instructions

Make a donation: IBAN: IT36M0708677020000000008016 - BIC/SWIFT:  ICRAITRRU60 - VALERIO DI STEFANO or
Privacy Policy Cookie Policy Terms and Conditions
مجيب المصري - ويكيبيديا

مجيب المصري

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

مجيب المصري
تكبير
مجيب المصري

حسين مجيب المصري ( - ) شاعر مصري. عميد تقديم الأدب الإسلامي للعربية. كتب خمس معاجم أوردية وتركية وفارسية. قرض الشعر بالعربية والفارسية والتركية.

بعميد الأدب الإسلامي المقارن اعترافا بدوره في تعريف القارئ العربى بالأدب الإسلامي، وخاصة الأدبين التركي والفارسي. فهو أول عربي يحمل الدكتوراة في الأدب التركي، وأول من ألف كتابا بالعربية في تاريخ الأدب التركي، وأول من درس الأدب الإسلامي المقارن، وأول عربي له ديوان شعر بالتركية، وأول من ترجم شعرا من التركية، ترجم وألف أكثر من سبعين كتابا في الأدب الإسلامي المقارن والأدبين التركي والفارسي. وأول عربي يجيد ثماني لغات شرقية وأوربية (الفارسية، التركية، الأردية، الفرنسية، الإنجليزية، الألمانية، الإيطالية، الروسية).

إنه الدكتور حسين مجيب المصري الذي استطاع طوال ما يقرب من ثلاثة أرباع القرن الكشف عن كنوز الأدب الإسلامي المخفية، وأثبت أن الوحدة الإسلامية بين الشعوب هي فى المقام الأول وحدة ثقافية، فأثرى المكتبة العربية والإسلامية بمؤلفاته وترجماته النادرة، وعقد المقارنات بين آداب الشعوب الإسلامية، وجعلها تمتزج فى نسيج واحد تحت عباءة الإسلام، ولسانه يقول: "لقد عاهدت الله وعاهدت نفسي منذ سنين عدد أن أداوم على توافري وعكوفي على الأدب الإسلامى المقارن، لا أنقطع عن ذلك إلى يوم ألقى ربي"، وساعده على ذلك إجادته للغات المختلفة، مما جعله على معرفة جيدة بآداب وثقافات تلك الشعوب، فقدم أكبر وأعظم عدد من الإسهامات فى الأدب الإسلامى المقارن، والذي لم يلتفت إليه أحد من قبله، فقدم لنا من الاكتشافات فى التراث الإسلامي ما لم يألفه أو يعرفه القارئ العربي، ففتح مجالا جديدا للعلم والبحث وساهم فى تقارب الشعوب الإسلامية.

أنجبت فاطمة هانم حفيدة محمد ثاقب باشا وزير الأشغال المصرية في عهد الخديوي إسماعيل طفلا شاعت به البهجة في قصر الجد الوزير، سمي حسين تيمنا بالإمام الحسين رضي الله عنه، وكانت له مربية نمساوية تعلمه الفرنسية، فجرت على لسانه لثغات حلوة بالعربية والفرنسية، وكان والده علي حسني المصري ناظر دار العلوم العليا أكبر معهد علمي في مصر قبل تأسيس الجامعة المصرية. كان الفتى يستمع إلى أحاديث أساتذته في المدرسة عن فضل أبيه عليهم في إتقان اللغة العربية، وكثيرا ما أثنى الأساتذة على التلميذ، ويقولون له: "يا مصري ستكون أديبا عظيما"، ولكن التلميذ كان متأخرًا دراسيا لضعف بصره، حيث أجريت له عمليتان في عينه، ولكنه حاول جاهدا التغلب على هذه العقبة، وساعده على ذلك موهبته وتفوقه في اللغة العربية والإنجليزية.

وحينما بلغ حسين من العمر 13 عاما تعلق بحلاق لبناني كان يجاور القصر يحب الشعر حبا جما، وينشد الشعر القديم والحديث ويلحن قصائد الشعر، وفى بيته الكثير من الدواوين النادرة، فعرف حسين منه أسماء الشعراء الجاهليين والإسلاميين والمحدثين وأسماء أمهات الكتب في الأدب العربي والكتب الحديثة، فقرأ لجبران خليل جبران ومي زيادة ومصطفى صادق الرافعي، وحفظ كثيرا من الشعر، وبذلك أدركته حرفة الأدب.

وحين التحق بالثانوية العامة نظم شعرا بالفرنسية، كما كانت له عدة محاولات في ترجمة الشعر الإنجليزي إلى العربية، فتعرف في وقت باكر على أصول الترجمة، ونظم الشعر في لغات الشعوب الأخرى، وكان أول ما نظمه من شعر في اللغة العربية في وفاة ابنة عمه في ريعان شبابها، فتخيلها حبيبته استودعها الثرى، ونظم قصيدة هي من أعز القصائد إلى قلبه، ونشرت القصيدة في صحيفة "المدرسة السعيدية"، ثم نشرها في دواوين "شمعة وفراشة" ويقول فيها:

ذكرى بقلبي قد تفتح وردها ولوردها شوك من الأشجان

ما دام حسن في الوجود لأجل ذا ذبلت ذبول الزهر في البستان

يا لهف قد ماتت فما هي حيلتي فيما قضاه الله للإنسان

وأول ما يلحظه القارئ في شعر حسين مجيب المصري هو غلبة الحزن في أشعاره، وهو ما لازمه إلى الآن في قصائده. وفى هذه الفترة قرأ الكثير من كتب الأدب العربي والفرنسي والإنجليزي حتى كان يصل الليل بالنهار.

فهرست

[تحرير] الجامعة وإجادة عدة لغات

ساعده الالتحاق بجامعة فؤاد الأول بكلية الآداب قسم اللغة العربية واللغات الشرقية على تعلم اللغات الشرقية، وتخرج فيها عام 1939، كما تعلم اللغة الألمانية، وترجم منها العديد من البحوث والنصوص، كما أنه يرى أن دراسة اللغات الأوربية لازمة لمن يدرس الآداب الشرقية من عربية وفارسية وتركية، وذلك لضرورة الاطلاع على دراسات المستشرقين في تلك اللغات وخاصة لمن يدرس الأدب الإسلامي المقارن.

وفى عام 1938 تعرف حسين على صحفي إيراني مقيم في مصر يصدر مجلة إيرانية، فكان يحرص على قراءتها، مما أكسبه لغة الصحافة في الفارسية.

وعندما افتتحت جامعة القاهرة معهد الدراسات الشرقية التحق بقسم "لغات الشعوب الإسلامية" الذي يختص بدراسة الأدب الفارسي والتركي والأردي، وكان من المقرر أن يدرس الألمانية، فرأى أن يتزود باللغة الإيطالية بدلا منها، فأثار ذلك زوبعة بين أساتذة المعهد الذين كانوا يحسدونه على غزارة علمه، وتقرر أن يدرس الإيطالية على أن يمتحن الألمانية في نهاية العام، ونال دبلوم الدراسات الشرقية عام 1942، كما درس الروسية في مدرسة للغات، وبهذا اكتملت له العديد من اللغات، فتيسر له الاطلاع على ثقافاتها.

وجعل يفكر طويلا في رسالة الدكتوراة، فوقع اختياره على شاعر تركي عاش في العراق في القرن السادس عشر، هو الشاعر فضولي البغدادي الذي اختلف حوله أهل العلم، وخفيت معظم المراجع اليسيرة للبحث عنه، فرآه أجدر ما يكون بالدراسة، وفي فترة بحثه هذه انتخب منتدبا لتدريس الفارسية وآدابها والتركية في المعهد العالي الذي تخرج فيه، وبعد عام انتدب لتدريس الفارسية في معهد الآثار الإسلامية، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها شحذ همته للسفر إلى تركيا عام 1951 ليبحث عن صديقه الشاعر المفقود "فضولي البغدادي" موضوع رسالة الدكتوراة، ليجمع مادة رسالته التي يئس من تحصيلها في مصر.

وهناك سخر الله له من يساعده من علماء الأتراك، وأرشدوه إلى ما ينفعه في دراسته، وكثير منهم تعجبوا من قدرته على فهم أشعار هذا الشاعر التي لا يفهمونها لصعوبة لغتها القديمة، واطلع على مخطوطات نادرة تميزت بخطها الذي يصعب قراءته، مما أرهق عينيه وأضعفها، حتى إذا فرغ من جمع ما يطلب من مادة بحثه أصيب فجأة بالانفصال الشبكي في عينيه. وعندما عاد إلى مصر امتنع الأطباء عن إجراء عملية له لصعوبتها، وأرشدوه إلى طبيب في سويسرا، فسافر وأجريت له العملية، ومع أنه اعتل بعدها فإنه عاد ليداوم عمله منتدبا في المعهدين العاليين، وواصل كتابة رسالته التي نال بها درجة الدكتوراة عام 1955، وهي الأولى التي قدمت إلى جامعة القاهرة في الأدب التركي، وقد ترجمت رسالته إلى اللغة الروسية، وترجم جزء منها إلى التركية والآذرية، وبعد نيل الدكتوراة عين عضوا في هيئة التدريس بالجامعة.

[تحرير] المباحث وقصة الحب الوهمية

بعدها انتدب في جامعة عين شمس وأنشأ قسما للغة التركية وكان الأستاذ الأوحد في هذا القسم. وأقبل الطلاب على دراسة التركية وآدابها وحبب إليهم العلم، ولكن يبدو أن الرياح غالبا ما تعاكسه، فتأتي بما لا تشتهي السفن، فقد طلبت منه إحدى الطالبات ديوانه الثاني "وردة وبلبل"، وأهداه إليها وصدره بقوله "إلى ابنتي فلانة مع أطيب تمنياتي" ولكن كان أمر هذه الطالبة غريبا، إذ أطلعت خطيبها على الديوان، مدعية أنه معجب بها ويؤثرها بهذا الديوان. فدبت الغيرة في قلب الخطيب وجعل يشيع ذلك بالكلية، وكان للأجهزة الأمنية في هذا الوقت سيف مسلط على رقاب الناس وخاصة الدكتور حسين الذي صنفوه على أنه إقطاعي عدو للشعب، وشاعت مقالة السوء حتى إن رئيس القسم أبلغ العميد فأمر الدكتور حسين أن يقدم قسرا طلبا بالنقل إلى وظيفة أخرى غير التدريس، وزعم رئيس الجامعة أن هذا أمر مؤقت، وبعد شهرين استدعاه العميد وقال له: "إن السلطات غير راضية عنك فقدم استقالتك وأعدك إذا لم تعد إلى عملك فسيسند إليك عمل في جامعة أخرى".

وما إن أصبحت النار رمادا حتى انتدب للتدريس في كلية البنات بجامعة عين شمس لمدة ثماني سنوات، ثم كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر سبعة وعشرين عاما، وفي كلية البنات جامعة الأزهر أربع سنوات أخرى، وفي كلية الفنون جامعة حلوان عاما واحدا، ثم وقع عليه الاختيار عضوا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة. وعمل لفترة أستاذا زائرا بجامعة بغداد، وعين في وظيفة أستاذ كرسي غير متفرغ بكلية الآداب جامعة عين شمس.

[تحرير] إنجازاته خارج الجامعة

لم يتوقف عطاء الدكتور حسين المصري عند أسوار الجامعة بل شغل نفسه بالصحافة قبل الدكتوراة وبعدها بنشر المقالات والقصائد في كثير من الصحف والمجلات المصرية والعربية مثل "اللواء الجديد" و"منبر الشرق" و"قافلة الزيت" السعودية و"الأديب" اللبنانية و"الورود" السورية و25 جريدة ومجلة أخرى، وكان شغله الشاغل هو الدراسات الفارسية والتركية وعقد المقارنات بينها، وأتاحت له الصحف نشر هذا الاتجاه على نطاق أوسع على القارئ العربي غير المتخصص. وكان ذلك بمثابة تمهيد لإيقاظ الوعي بوجود تراث إسلامى لم يكن للناس إلف به من قبل، فله في ذلك الريادة، إذ صحح المفاهيم السائدة لدى المثقفين. فالكثير منهم كان يهوّن من قيمة الأدب التركي وينكرونه في بعض الأحيان، فأوضح أن هذا وهم، وأن الأدب التركي القديم هو الأدب الإسلامي الحق؛ لأنه تأثر في أعماقه بالأدب الفارسي الذي تأثر من قبل بالأدب العربي والتراث الإسلامي في أصوله وفروعه، كما أن الأدب التركي الحديث يقف على قدم المساواة مع الأدب الأوربي في روائعه لأنه متأثر به مستمد منه، وهذا ما يقال عن أدب اللغة الأوردية وهي لغة شبه القارة الهندية عموما وباكستان خصوصا.

ورشح الدكتور حسين مجيب المصري للتدريس في جامعة بغداد وكرمه الأساتذة الأتراك بدعوته إلى إستانبول، وأصر المرحوم البروفيسور جتين رئيس قسم اللغات الشرقية بجامعة إستانبول على تقبيل يده، ودرس أيضا في جامعة أنقرة وقونية، ودعي إلى باكستان ثلاث مرات الأولى عام 1975، وبعد ذلك بعامين دعي للاشتراك في مؤتمر عقد عن الشاعر الباكستاني محمد إقبال في مدينة لاهور، وألقى بحثا عن إقبال والقرآن، ثم دعي في سنة 1988 مع زوجته، وكرمه وزير الإعلام، كما أقام نجل إقبال -والذي كان يشغل منصب رئيس المحكمة العليا- وليمة في داره، أما الرئيس الباكستاني ضياء الحق فقلده وساما، وعانقه أمام عدسات التلفزيون حتى ترقرق الدمع في عينيه تأثرا بالموقف، لقد قلد الرئيس غيره في هذا الحفل أوسمة واكتفى بمصافحتهم واختص الدكتور حسين بالعناق.

كما دعي إلى مدينة قرطبة بأسبانيا للاشتراك في مؤتمر أقيم عن إقبال، وكان الأوحد الذي ألقى بحثه عن "إقبال والتصوف" بالإنجليزية مرتجلا دون قراءة من الورق.

يضاف إلى ما سبق من تكريمه في الخارج أن منحته جامعة مرمرة الدكتوراة الفخرية عام 1996 ودعته لتقدمها إليه في الجامعة إلا أنه اعتذر عن عدم السفر لأنه فقد نعمة البصر، فسُلمت إليه في السفارة التركية بمصر في حفل ألقى فيه قصيدة نظمها بالتركية مع ترجمتها بالعربية.

رغم الإنتاج الجديد والغزير والوفير الذي لم يسبقه إليه أحد، ظل هناك صمت طويل وصل إلى ما يشبه التعتيم على إنتاج حسين مجيب المصري صاحب السبق في تعريف القارئ العربي بالأدب الإسلامي وفروعه في بلاد الشرق في فارس وتركيا، وذلك بما أنتجه من مؤلفات وما قام به من ترجمات عن الآداب العربية والفارسية والتركية، واتخذ من الدراسات المقارنة منهجا وأسلوبا للتقريب بين الشعوب الشرقية؛ ولذلك فإن التعريف بما كتبه وما أنتجه من كتب ودواوين ودراسات لشيء مهم يجب الوقوف عليه.

[تحرير] عن الأدب والشعر والسيرة الإسلامية

في عام 1948 وضع مجيب المصري كتابا بعنوان "فارسيات وتركيات" عن الغناء في التراثين الفارسي والتركي، وتوخى أن يرسم على الغلاف صورة شاعر ربابة، حيث غلب على الكتاب طابع الأغاني الشعبية حتى يسهل فهمها أو الترنم بها، وابتعد عن الشعر لصعوبة فهمه ممن لا علم له بشعر الفرس والترك. ومن موضوعات الكتاب: الصدق والكذب في إيران القديمة، وحريم السلطان، وخديجة الشركسية، وغيرها من الموضوعات الخفيفة المستمدة من المراجع ودواوين شعراء الترك والفرس، وبهذا الكتاب مهد لتقديم الأدبين الفارسي والتركي للقارئ العربي، بعيدا عن قيود المنهج الأكاديمي.

وبعد عامين أصدر كتابه الثاني "من أدب الفرس والترك"، وهذه باكورة مقارناته في الأدب الفارسي والتركي وقد تضمنت كتاباته فيما بعد المقارنة بين الشعر والأدب العربي والشعر والأدب الأوردي، ونحسبه أول من قارن بين الأدبين العربي والتركي، وهو القائل في مقدمة الكتاب "إنما نريد أن نمهد طريقا لمن بعدنا حتى يسلكوه رحبا مطمئنا، ونهيب بغيرنا من تلاميذنا وزملائنا أن يمضوا فيه قدما" وسلك هذا الطريق عدد كبير من تلاميذه، منهم من يشتغل بالتدريس في أكثر من ست وعشرين جامعة في الشرق والغرب مثل جامعة ساو باولو في أمريكا الجنوبية وهارفارد في أمريكا الشمالية وجامعات لندن وجامعات الشمال الأفريقي والخليج وجميع الجامعات المصرية.

أما كتابه "رمضان في الشعر العربي والفارسي والتركي" فيشرح فيه كيف يستقبل العثمانيون هذا الشهر الكريم بالحفاوة والترحاب وكيف تتزين إستانبول لاستقبال الشهر الكريم وهو ما كشف عن مظاهر الحضارة الإسلامية عند الأتراك في ذروتها.

كما كتب عن سير الصحابة في تراث العرب والأتراك والفرس فله "سلمان الفارسي بين العرب والفرس والترك"، وكذلك "أبو أيوب الأنصاري عند العرب والترك"، وكتاب في "المسجد بين شعراء العربية والفارسية والتركية" وتطرق فيه إلى أهم مظاهر الفن الإسلامي ووصف العمارة الإسلامية.

وما أجمل أن يقترن الشعر بالتاريخ في كتابه "غزوات الرسول بين شعراء الشعوب الإسلامية" وله "أثر الفرس في حضارة الإسلام" حيث بين أثر الفرس فيها مستندا إلى العديد من المراجع في ثماني لغات، مما جعل مادة الكتاب غزيرة. ومن أمتع ما كتب كتاب "في الأدب الشعبي الإسلامي المقارن" وحسبنا أن نشير إلى الفصل الأول فيه وهو بعنوان "جحا عند العرب والفرس والترك" وأوضح ما في هذه الشخصية من شبه في الثقافات الثلاث بالرغم من أن جحا شخصية خلافية فهو تارة حكيم وتارة أحمق ولكنه غالبا ما يسوق الحكمة مساق الدعابة، وكتب في "الأسطورة بين الأدب العربي والفارسي والتركي" وكشف فيه عن الأديان والملل قبل ظهور الإسلام وبعده.

وكان يرى أن الشاعر يجب ألا ينفصل عن بيئته فقد عبر عن بعض الأحوال الاجتماعية الخاصة بالمرأة والفلاح في كتابيه "المرأة في الشعر العربي والفارسي والتركي" و"الفلاح في الشعر العربي والفارسي والتركي".

[تحرير] الاهتمام بالمنهج المقارن

ومن الملاحظ أنه اهتم بالمنهج المقارن في جميع كتابته وعلى سبيل المثال "بين الأدب العربي والفارسي والتركي" وفيه عقد المقارنات بين فنون من الشعر وبين حقائق تاريخية ورحلات ووصف للمدن وشعر قيل في الحمامات أخذا من مخطوطات نادرة وغير ذلك، كما اهتم بالتركيز على بعض الرموز والتي مثلت محورا دارت حوله أشعار العرب والفرس والترك فله "أشجار وأزهار وأطيار في الشعر العربي والفارسي والتركي"، أما كتاب "صلات بين العرب والفرس والترك" فعنوانه يكشف عن محتواه فقد جمع بين العرب والفرس والترك وما انعقد من صلات أدبية وتاريخية بينهم منذ أقدم العصور إلى اليوم الحاضر، كما أخرج كتابا بعنوان "تاريخ الأدب التركي" لعله أول كتاب في المكتبة العربية ألفه على المنهج العلمي الأمثل فلقد اختار له مذهبا في تقسيم الأدب التركي إلى عصوره معتمدا على ما توافر لديه من كتب في شتى اللغات الشرقية والعربية، وترجم الكتاب إلى الفارسية.

[تحرير] الأدب للتقريب بين الشعوب

محمد إقبال

ولأنه اتخذ الأدب وسيلة للتقارب بين الشعوب فكان من مؤلفاته "إيران ومصر عبر التاريخ" وهو بحث أخرجه ليلقيه في طهران عام 1971 حين دعي لحضور مؤتمر عالمي أقيم بمناسبة تأسيس الإمبراطورية الفارسية القديمة، وله كتاب "مصر في الشعر التركي والفارسي والعربي" ويقول في خاتمة الكتاب: "إن إقليمية مصر ومكانتها اجتذبت إليها خيال شعراء الفرس والترك القدامى، كذلك فإن قصة سيدنا يوسف وزليخا وفرعون كان لها كبير الأثر في شعرهم وهو مما لا شك فيه أنه مستمد من التراث الإسلامي".

أما الكتاب الذي ألفه عن فضولي البغدادي موضوع رسالة الدكتوراة والتي أفقدته بصره فكان بعنوان "في الأدب الإسلامي.. فضولي البغدادي أمير الشعر التركي القديم" ويرى الدكتور حسين أن فضولي البغدادي هو بحق عبقري الأدب الإسلامي فهذا الشاعر تركي بغدادي لم يبرح العراق عمره، كما أنه كان شاعرا ناثرا في الفارسية بحكم البيئة العراقية التي عاش فيها وعاصر الدولة الصفوية التي دخل العراق في حوزتها وكذلك الدولة العثمانية على عهد السلطان سليمان القانوني، وكان له أشعار عربية كثيرة وكتاب في الفرق الإسلامية وعقائدها بالعربية، كما ألف في العقاقير وفي الطب وغير ذلك، إلا أن ثمة بواعث أخرى دفعت الدكتور حسين لدراسة فضولي الذي يعد شخصية قلقة بمعنى أن أهل العلم من أتراك وأوربيين في الماضي لم يتفقوا على رأى واحد فيه ولذلك وجد مجالا رحبا ليخوض في الأدب الإسلامي، ويقارن بين الآراء ويميز الراجح والمرجوح ويخرج على العلم بحكم واحد، كما أنه يشعر دائما بوجود انسجام روحي بينه وبين فضولي، ففضولي عاش منسيا مسكوتا عنه وما عرف القوم في عصره قدره وعاش في فاقة وخصاصة، ولذلك اتسم شعر فضولي بطابع الحزن حتى سماه بعض أدباء الترك (سلطان الألم وشاعر القلب).

ولعل القارئ في كتابات الدكتور حسين ومؤلفاته يجده متأثرا بالشاعر الباكستاني محمد إقبال، حريصا على إظهار منهجه في التفكير، بل إن الدكتور حسين ألف عدة كتب كان إقبال فيها المحور الذي يدور حوله مثل "إقبال والعالم العربي" بالعربية والإنجليزية، أما باعثه على تأليف هذا الكتاب فهو معايشته إقبالا سبعة وعشرين عاما يقرأ مؤلفاته، ولاحظ فرط تعلقه بالعالم العربي، وتجلى ذلك فيما جرى به قلمه من نثر وفاضت به قريحته من شعر، وأورد ترجمة لأشعار إقبال فيها الدلالة على ما ذهب إليه مثل:

قول (إلا الله) من قد رددوه

ذلك المصباح أين أوقدوه؟

نفس الأمي المرموق النسب

جعل الجنات صحراء العرب

خدع غربي لتحذر يا غرير

فتنة من بعد أخرى كم يثير

وألف كتابا آخر بعنوان "إقبال بين المصلحين الإسلاميين"، وله كذلك "إقبال والقرآن"، وله "الأندلس بين شوقي وإقبال" وقد اختص هذين الشاعرين لمدى ارتباطهما بالأندلس وعقد المقارنات بينهما لما كان منهما بالاهتمام بنظم الشعر فيما نسميه بالأندلسيات.

[تحرير] معاجم وترجمات

ولأن حسين مجيب المصري لغوي بسليقته ودرس ثماني لغات ويجيدها إجادة تامة فقد وضع خمسة معاجم أولها المعجم الأوسط "أوردو عربي" والثاني "المعجم العربي الجامع" ويشمل مفردات لغة الأدب والعلم والصحافة والأمثال والمصطلحات الصوفية، وفيه تأصيل الكلمات وردها إلى التركية والأردية قبل وبعد الإسلام، والثالث "معجم الدولة العثمانية" ويحتوي من الأسماء ما تنعقد صلته بالأتراك العثمانيين على امتداد تاريخهم، وصور لحياتهم، وفيه تراجم لرجالاتهم من الأعلام في تاريخ الإسلام، وله كذلك "أثر المعجم العربي في لغات الشعوب الإسلامية" وفيه ثبت بالألفاظ العربية التي دخلت الفارسية والتركية والأردية وتغير مدلولها كلية، ويصحح هذا المعجم ترجمة من يترجمون عن هذه اللغات الشرقية، أما المعجم الرابع فهو "معجم السلطان قابوس للأسماء العربية" وفيه يتقصى المصنف الأسماء غير العربية في المشارق والمغارب ويردها إلى أصولها.

كما ترجم عن كثير من اللغات التي يعرفها فنقل عن الفارسية والتركية والأوردية والفارسية والإنجليزية والإيطالية والروسية.

ترجم عن الألمانية كتابا بعنوان "الأدب الفارسي القديم" لباول هورن الذي صدر عام 1901 ولكنه علق عليه تعليقات جعلت بعض هوامشه أكبر من متنه، وله "ما وراء الطبيعة في إيران" لمحمد إقبال وهي رسالة الدكتوراة التي تقدم بها إقبال لجامعة ميونخ، وترجم هذا الكتاب عن الفرنسية، وله "الأدب الإسلامي في شبه القارة الهندية" وكذلك "مشرق زمين در آ ئينه" بمعنى الشرق في مرآة (بالفارسية)، وله عدة بحوث بالروسية والإيطالية نقلها إلى العربية، كما أن له كتبا منظومة نقلها عن الفارسية والتركية والأوردية نذكر منها كتابا بعنوان "في السماء" لمحمد إقبال شاعر باكستان، وهو كتاب يتخيل فيه إقبال عروجه إلى السماء ولقاءه مع عظماء القدامى والمحدثين فيدور بينه وبينهم حوار يعبر فيه عن نزعته الإصلاحية الإسلامية، ونقله حسين مجيب المصري عن الشعر الفارسي إلى الشعر العربي في نفس البحر وهو بحر الرمل، إذ إن رأيه أن الشعر ينبغي أن يترجم شعرا وإلا فقد رونقه وروعة إيقاعه وجمال بيانه، وله رأي يخالف فيه من سواه فهو يرى أن المترجم الحق يمكنه جعل النقل أروع من الأصل، ومن أروع ما ترجم الدكتور حسين عن إقبال رباعيات بعنوان "هدية الحجاز"، والرباعية نوع من الشعر تتألف من أربعة أشطر يتفق فيها الأول والثاني والرابع في الروي ويختلف الثالث، وفي هذه الرباعية يصف فيها الخروج إلى الحج مبينا حال الحاج في شوقه وتوقه فكان مما قال:

لمكة كان بالبشرى رحيلي وبي فرح اللقاء مع الخليل

كأني الطير قبل الليل يمضي ويبغي العش في الروض الجميل

أقول لناقتي بالرفق سيري بشيخ فارفقي مضنى حسير

فسارت وهي تطوي الأرض طيا أتخطو في رمال أم حرير؟

أما ما ترجم الدكتور مجيب عن الشعر التركي فهو "مولد سليمان جلبي"، والمولد في التركية تعني منظومة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وفيها يعبر المؤمن الموقن عن فرط محبته للهادي البشير، ويسمى هذا الكتاب كذلك "وسيلة النجاة" وناظمه سليمان جلبي، ولهذا المولد عند الأتراك منزلة عظيمة، وكثير منهم يحفظ أبياته ويجعله نذرا واجب الأداء، وفي شهر ربيع كل عام يجتمعون ليلقوا السمع إلى من ينشد لهم بصوت جميل فيقع الخشوع في القلوب، ونظمه الدكتور مجيب شعرا في بحر الرمل وهذا نموذج مما ترجم تحت عنوان "ميلاده صلى الله عليه وسلم":

أمة يا حبـذا من أنجبـت درة من جوف يم أخرجت

جاءت الأخبار عنه في الكتب فأكيد الأمر كان المرتقب

مولد للمصطفى هذا الكلام إنه ما كان من قول العوام

وهكذا عبرت الترجمة عن أدق مشاعر الحزن وتصوير فجيعة المسلمين، فهي لا تقل روعة عن الأصل في التركية.

وترجم منظومة أخرى عن الشعر الأوردي وهي لكتاب منظوم بعنوان "الإسلام بين مد وجذر" للشاعر الهندي ألطاف حالي المتوفى عام 1914 وفيه يصف أحوال المسلمين في شبه القارة الهندية في عهد الإنجليز ويحض المسلمين على أن يغيروا ما بأنفسهم ليستردوا كرامتهم وينزعوا نير المستعمر من رقابهم. وتعد هذه المنظومة من أروع ما كتب من شعر في الأدب الأوردي. ومن كلام ألطاف حالي:

أبقراط ها سائل قد سأل أعندك علم بأدهى العلل

فقال دواء لداء عياء من الله لا شك فيه الشفاء

هم القوم في الذل والذل دام وينحط قدر لهم في دوام

وختم منظومته بدعاء يقول:

نبي الهدى حان وقت الدعاء فحال أمتك اليوم ساء

هو الموج من حولنا يلتطم ونعبر في زورق منحطم

لأمتك اليوم يخشى الضياع يناشبها الدهر طول الصراع

[تحرير] دواوينه وشعره

أبدع الدكتور حسين العديد من الدواوين التي تعد صورة ناطقة تسرد سيرته الذاتية، وديوانه الأول "شمعة وفراشة" صدر عام 1955، وبعد أعوام ثلاثة صدر له كتاب بعنوان "وردة وبلبل".

ومن أنماط الشعر الفارسي والتركي ما يعرف بترجيع بند وهو أشطر تتوالى يعقبها شطر يتكرر ذكره. ويقتبس حسين مجيب المصري هذا الترجيع بند من الفرس والترك فيقول:

خرير البحر أنغام ونور البدر أحلام

وثغر الكأس بسام وطول الهجر آلام

             ولكن أين من أهوى؟ 

نسيم الليل أشواق وهذا القلب خفاق

نجوم الليل آماق وفيها الدمع رقراق

             ولكن أين من أهوى؟ 

وديوانه "همسة ونسمة"، وله ديوان بعنوان "شوق وذكرى" صدر عام 1977، ضم قصيدة صيدة (وئام) عن عودة الصفاء بين مصر وإيران فقال:

أدر كأسا على ذكرى وألهم خاطري شعرا

بشعرك مل على رأسي وأودع مهجتي سرا

لأنسي المر من يأسى وتسرى روضتي عطرا

دلال منك قتال دلال من به الأحرى

ولكن تلك أقوال لمن ينوي لنا شرا

لهذا أنت تجفوني؟ ومن صدق بها تعرى

وكان الظن أن تنسى وأن تهدي لي الشكرا

أعد ماضي ليالينا ربيعا عاد مخضرا

لقاء الروح يدنينا فكن إيران أو مصرا

ومن دواوينه أيضا "موجة وصخرة" وديوان "حسن وعشق" على اسم فتاة اسمها حسن وفتى يسمى عشق، وهو منظومة صوفية رمزية لشاعر تركي قديم هو غالب دده.

أما ما نظمه بالفارسية فكان ديوان بعنوان "صبح"، وقد أراد أن يوطد العلاقات بين مصر وإيران آنذاك بعد أن انقطعت عشر سنين، وحمل هذا الديوان صورتين إحداهما للرئيس الراحل السادات، والأخرى لشاه إيران وهي منظومة مزدوجة بالعربية والفارسية.

كذلك له ديوان بالتركية "صولغون بركل" أي الوردة الذابلة ويعد هذا الديوان سابقة أدبية في تاريخ الأدب العربي، وقد أورد فيه النص التركي وفي الصفحة المقابلة النص العربي، وقد نظمه بالتركية في البحر المقطعي أو الوزن الهجائي أما ترجمته فكانت في بحر مجزوء الرمل وقد بدأ كعادته بالإهداء وقال فيه:

ساكن استانبول تنعم من محب أنت تعلم

أين أنت اليوم مني أين ألقاك بعيني

بيننا بحر وبحر لن يعيد الوصل دهر

بلسان العرب شعري بلسان الفرس سحري

شعري التركي هاكا أنت من قلبي حواكا

لقد بلغت مؤلفات الدكتور حسين أكثر من (70) مؤلفا وما زال يكشف لنا عن كنوز ودرر مخفية في الأدب الإسلامي وخاصة لدى الشعوب الشرقية تلك الثقافة التي أغفلها الكثير من أدباء العرب تعللا بأنها أهون من أن تذكر.

وعلى الرغم مما واجه الدكتور حسين من صعوبات في حياته الإنسانية والعلمية والأدبية وأنه عاش حياته دون أن يقدره أحد ممن كان يعتقد أنهم أحبته في بلده، فإنه دائما يقول: "ما أدركني الندم على ما أبليت من شبيبتي وكهولتي وشيخوختي في دراستي للأدب الإسلامي المقارن وآداب وحضارات الشعوب الإسلامية، فقد طابت نفسي ووجدت بعض العزاء وأنا أتلقى من هيئات علمية وعلماء وأحباء في المشارق والمغارب ما يطمئنوني به أنني أبليت بلاء حسنا وأديت الأمانة. وأنا أحتسب هذا عند ربي لأني تعلمت العلم وعلمته، وخرجت من يدعون لي ممن أعرف ولا أعرف، وبهذا رأيت الحبة التي استودعتها في الأرض وديعة منذ زمان أصبحت دوحة ملء عيني وقلبي".

Our "Network":

Project Gutenberg
https://gutenberg.classicistranieri.com

Encyclopaedia Britannica 1911
https://encyclopaediabritannica.classicistranieri.com

Librivox Audiobooks
https://librivox.classicistranieri.com

Linux Distributions
https://old.classicistranieri.com

Magnatune (MP3 Music)
https://magnatune.classicistranieri.com

Static Wikipedia (June 2008)
https://wikipedia.classicistranieri.com

Static Wikipedia (March 2008)
https://wikipedia2007.classicistranieri.com/mar2008/

Static Wikipedia (2007)
https://wikipedia2007.classicistranieri.com

Static Wikipedia (2006)
https://wikipedia2006.classicistranieri.com

Liber Liber
https://liberliber.classicistranieri.com

ZIM Files for Kiwix
https://zim.classicistranieri.com


Other Websites:

Bach - Goldberg Variations
https://www.goldbergvariations.org

Lazarillo de Tormes
https://www.lazarillodetormes.org

Madame Bovary
https://www.madamebovary.org

Il Fu Mattia Pascal
https://www.mattiapascal.it

The Voice in the Desert
https://www.thevoiceinthedesert.org

Confessione d'un amore fascista
https://www.amorefascista.it

Malinverno
https://www.malinverno.org

Debito formativo
https://www.debitoformativo.it

Adina Spire
https://www.adinaspire.com