العرب وإيران
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مرت العلاقات التاريخية بين العرب والفرس بمراحل عديدة عبر التاريخ.
فهرست |
[تحرير] العلاقة بين العرب والفرس قبل الإسلام
تمكن الملك الفارسي قوروش عام 542ق.م من اخضاع الشام ثم العراق. ثم قام ابنه بإخضاع مصر وسائر بلاد العالم القديم، إلا الجزيرة العربية. يقول المؤرخ اليوناني هيرودتس في صدد الكلام عن داريوس ما نصه: «ولقد اعترف بسلطانه جميع أقوام آسية الذين كان قد ذللهم كورش ثم قمبيز إلا العرب، فهؤلاء لم يخضعوا البتة لسلطان فارس، إنما كانوا أحلافها، ولقد مهدوا لقمبيز سبيل التوصل الى مصر، ولولاهم لما أمكنه القيام بهذه المهمة».
واستمر حال العرب في الجزيرة مستقلين بأنفسهم إلى أن قام الملك الفارسي سابور الثاني عام 370م بشن حملة إبادة ضد العرب، فتك فيها بالعرب على الساحل الايراني وعبر الخليج إلى مدينة القطيف (الخط آنذاك)، وقام بمذابح هائلة فيها وفي هجر الاحساء. ثم توغل في جزيرة العرب فقتل من تمكن منه من العرب ومثل بهم بقطع أكتافهم. كما قام بتهجير القبائل وفرض عليها الاقامة الجبرية. وعمد الى طمر المياه وردم الآبار، فقتل كل من وجده من العرب، فكان ينزع أكتافهم ويمثل بهم. وكان لشناعة هذه المثلى اثر سيئ في نفوسهم، فمن ثم لقبوه بذي الأكتاف.[1]. وما يزال الفرس إلى اليوم يفتخرون بجرائمه.
وقد خضع العرب في العراق (مملكة الحيرة) وعلى سواحل الخليج العربي (المسماة بالبحرين آنذاك) للنفوذ الفارسي حتى مجيء الإسلام. وامتد نفوذ الفرس حتى اليمن. وقد عانت هذه المنطقة من أولئك الولاة العتاة، وكابدت ألوانا من الاضطهاد والتنكيل، واشتهر ازاد فيروز بن جشيش الملقب بالمكعبر الفارسي بفظاظته ووحشيته، حتى انه كان يقطع أيدي العرب وارجلهم من خلاف، وكاد يفني قبيلة بني تميم عن بكرة أبيها في حادثة حصن المشقر بهجر. وكان العرب متفرقين يصعب عليهم التجمع لضرب الفرس، إلا في أوقات قليلة مثل معركة ذي قار، التي انتصف فيها العرب من العجم.
وكان الفرس يحتقرون العرب كثيراً ويستكبرون عليهم[2]، رغم أنهم كانوا يحتلون بلادهم، حتى بنوا عاصمتهم المدائن على أرض العرب. وقد بدا ذاك واضحاً في خطابات كسرى مع النعمان بن المنذر ملك الحيرة. وبسبب هذه العنصرية الشديدة، رفض الفرس دعوة الإسلام رفضاً باتاً.
[تحرير] العلاقة بين العرب والفرس في صدر الإسلام
قد أرسل رسول الله (ص) عبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى الثاني يدعوه للإسلام. فغضب كسرى غضباً شديداً، فجذب الرسالة من يد كاتبه وجعل يمزقها دون أن يعلم ما فيها وهو يصيح: أيكتب لي بهذا، وهو عبدي؟!! ثم أمر بعبد الله بن حذافة أن يخرج من مجلسه فأخرج. فلما قدم عبد الله على نبي الله (ص) أخبره بما كان من أمر كسرى وتمزيقه الكتاب، فما زاد رسول الله على أن قال: " مزق الله ملكه". أما كسرى فقد كتب إلى باذان نائبه على اليمن: أن ابعث إلى هذا الرجل الذي ظهر بالحجاز رجلين جلدين من عندك، ومرهما أن يأتياني به.
خرج الرجلان رسالة باذان إلى رسول الله (ص) فلما قرأ كتاب صاحبهم، قال لهم: «اذهبوا إلى صاحبكم فقولوا: إن ربي قد قتل ربك الليلة»، فانطلقوا فأخبروه. فقال: لئن كان ما قاله محمد حقا فهو نبي، وإن لم يكن كذلك فسنرى فيه رأيا. فلم يلبث أن قدم عليه كتاب شيرويه ابن كسرى يخبره بقتله لأبيه في تلك الليلة. فأعلن باذان إسلامه، وأسلم من كان معه من الفرس في بلاد اليمن. وأسلم كذلك العرب في البحرين وخرجوا عن طاعة كسرى. وأسلمت بعض قبائل العرب في العراق مثل بني شيبان.
[تحرير] العلاقة بين العرب والفرس بعد الإسلام
[تحرير] النزاع على تسمية الخليج العربي
- مقالة رئيسية: الخلاف على اسم الخليج العربي.
عرف المسطح المائي الذي يقع إلى الشرق من شبه الجزيرة العربية و إلى الغرب من إيران بأسماء مختلفة عبر التاريخ. وفيما تستعمل الدول العربية تسمية "الخليج العربي"، تصر إيران على استعمال تسمية "الخليج الفارسي".
ترى إيران أن لها الحق في السيطرة على سائر الخليج العربي، وتعتبر سواحله الغربية أنها كانت مستعمرات تابعة لمملكة الفرس قبل الإسلام. كما أنها تعتبر "الخليج الفارسي" هي التسمية الوحيدة التي أطلقت على الخليج، وتنكر وجود أي إسم آخر. يقول نبيل خليفة، كاتب لبناني في الشؤون الاستراتيجية، في صحيفة دار الحياة (14/08/05): «ليس الخلاف بين العرب والايرانيين مجرد خلاف لفظي/اسمي. وانما هو خلاف يعكس صراعاً سياسياً وقومياً ذا أبعاد ومضامين استراتيجية، خلاصتها من له الهيمنة على الخليج، على مياهه وجزره ونفطه ومواقعه الاستراتيجية وأمنه وثرواته».
[تحرير] العرب في إيران
يعيش العرب في إيران على سواحل الخليج العربي خاصة في إقليم الأحواز وفي لينجة (السواحل إلى الشرق من بندر عباس، حيث كانت دولة القواسم مسيطرة على تلك البلاد حتى احتلتها إيران). انظر هذه الخارطة:
فيما يعاني العرب من اضطهاد شديد اليوم[3].
[تحرير] إيران والدول العربية
كانت ولازالت، علاقة إيران بالدول العربية ذات حساسية كبيرة جداً، تشوبها الكثير من المواجهات والاعتداءات التي وصلت إلى حد احتلال مناطق أو إعلان حروب. كانت للشاه مطامع توسعية ضد جيرانه العرب. قام الشاه بتحريض الانفصاليين في العراق، وطالب بضم البحرين إلى إيران، إلا أنه أجري استفتاء شعبي بإشراف دولي، وكان نتيجته تأكيد الشعب البحريني لحقه في الاستقلال على أرضه . كما قام الشاه بمهاجمة الإمارات العربية المتحدة فور استقلالها (بالتنسيق مع بريطانيا) واحتل جزر أبو موسى وطنب الكبرى والصغرى[4].
ثم ظهرت الثورة الإسلامية في إيران. وأثار ظهورها تأييداً شعبياً عند العرب في البداية، لكن ما لبث الأمر أن ظهر على حقيقته عندما أعلن الدستور الإيراني تبني المذهب الشيعي الاثنا عشري فقط كمذهب رسمي، وما لحق ذلك من زيادة اضطهاد أهل السنة في إيران، ثم بدأت تظهر نوايا الخميني في تصريحاته بضرورة تحرير مكة وأن الطريق إلى القدس يمر من كربلاء (العراق). مما أدى إلى نشوب الحرب العراقية الإيرانية ذات الثمان سنوات. وخلال هذه الحرب وقفت جميع الدول العربية (ما عدا سوريا وليبيا) مع العراق ضد إيران.
ولا تزال علاقة إيران مع الكثير من الدول العربية مضطربة، وخاصة دول الجوار، باستثناء سوريا التي تحكمها أقلية شيعية.
[تحرير] مصادر
- ↑ موسوعة الساحل الإلكترونية
- ↑ وصف كسرى الملعون للعرب
- ↑ http://en.wikipedia.org/wiki/Anti-Arabism#Anti-Arabism_in_Iran
- ↑ القضية الأحوازية السيد عباس العساكره الكعبي - رسالة لنيل شهادة الدراسات المعمّقة في العلوم السياسيّة