أيوب خان

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

أيوب خان
فيلد مارشال أيوب خان
تاريخ الميلاد: 14 مايو 1907
تاريخ الوفاة: 19 أبريل 1974
رئيس باكستان
ترتيب الخدمة: ثاني رئيس
فترة الخدمة: 27 أكتوبر 19581969
السابق: إسكندر ميرزا
اللاحق: يحيى خان
رئيس أركان الجيش
ترتيب الخدمة: ثالث رئيس أركان للجيش
فترة الخدمة: 1958–1969
سبقه: جنرال سير دوجلاس ديفيد جريسي
خلفه: جنرال موسى خان

أيوب خان (14 مايو 1907 - 19 أبريل 1974) ثاني رئيس لباكستان.

تولى "محمد علي جناح" الملقب بالقائد الأعظم الحكم في باكستان عقب قرار تقسيم الهند في (28 رمضان 1366هـ= 15 أغسطس 1947) وكان ذلك تحقيقًا لأمنية تمنّاها هو وغيره بإنشاء وطن للمسلمين في شبه القارة الهندية.

وكانت بداية باكستان حين أنشئت شاقة جدًا، فلم يحفظ لها التقسيم حقًا عادلاً، وإنما ورثت مرافق هزيلة ومؤسسات ضعيفة، وفوق ذلك عداء هندوسيًا يتربص بها الدوائر، ولم تطل الحياة بمحمد علي جناح ليحل جزءًا من مشكلات بلاده، حيث توفي في (8 ذي القعدة 1367هـ/11 سبتمبر 1948) تاركًا باكستان تعاني ظروفا سيئة.

ثم تولى الخوجا نظام الدين حكم البلاد، وعين لياقت علي خان لرئاسة الوزراء، وأخذت الأمور تتحسن تدريجيا، لكنها لم تستمر؛ فقد تعرض رئيس الوزراء للاغتيال في (16 محرم 1371هـ= 16 أكتوبر 1951)، فعين الخوجا نظام الدين في منصبه، وتولى غلام محمد منصب الحاكم العام للبلاد.

لم يستمر هذا الحال طويلاً، فسرعان ما أقيل الخوجا نظام الدين من رئاسة الوزراء في (13 شعبان 1372هـ= 17 إبريل 1953)،واختير مكانه "محمد علي بوغرا"، وبقي غلام محمد في منصبه حتى أصيب بشلل أفقده القدرة على العمل، فترك منصبه في سنة (1374هـ= 1955) وقبض على السلطة الجنرال إسكندر ميرزا بيد من حديد، وانتُخب رئيسًا للجمهورية في السنة التي تلتها، وظل في السلطة حتى أطاح به أيوب خان في انقلاب عسكري في سنة (1378هـ= 1958)

فهرست

[تحرير] مولد أيوب خان ونشأته

ولد أيوب خان في سنة (1326هـ/1908 م) في بلدة أبوتبد الواقعة في منطقة الحدود الشمالية الغربية لشبه القارة الهندية، وكان أبوه ضابط صف يعمل في جيش الهند البريطاني، وتلقى أيوب خان تعليمه في جامعة عليكرة الإسلامية، ثم التحق بالكلية العسكرية الملكية في ساندهيرست بإنجلترا، وبعد تخرجه عمل بالجيش البريطاني في سنة (1347هـ/1928)، وظل به حتى اشترك في الحرب العالمية الثانية في بورما.

ترقى أيوب خان في المناصب العسكرية، فكان أول باكستاني يعين قائدا لفرقة باكستان الشرقية، برتبة لواء في سنة (1367هـ/1948) ثم رقي إلى رتبة فريق، ثم أصبح أول باكستاني يعمل قائدا عاما لجيش باكستان، برتبة فريق أول في سنة (1370هـ/1951 م) كما شغل منصب وزير الدفاع في أثناء اشتعال الأزمة السياسية التي نشأت نتيجة سخط البنغاليين واستيائهم من الأوضاع السياسية والاقتصادية، وذلك بين عامي (1373 ـ 1374هـ= 1954 – 1955)

[تحرير] رئاسة الجمهورية

استولى أيوب خان على مقاليد الأمور في البلاد إثر انقلاب أطاح بحكومة إسكندر ميرزا، وحرص في الفترة الأولى أن يكون الجيش بعيدا عن واجهة الأحداث، واتجه إلى القضايا التي ورثتها الحكومات السابقة منذ التقسيم، وأولاها عنايته، مثل مشكلة إسكان اللاجئين القادمين من الهند، وحاول علاج أوجه القصور في الإدارة الحكومية، بتنفيذ برنامج محدود للإصلاح الزراعي، ونقل العاصمة من كراتشي إلى روالبندي، ثم أصدر دستورا جديدا للبلاد سنة (1382هـ/1962 م) غير بمقتضاه اسم الدولة من باكستان الإسلامية إلى الجمهورية الباكستانية، واشترط الدستور أن يكون رئيس الجمهورية مسلما، ويختار لمدة خمس سنوات ويجوز إعادة انتخابه، وجعل الدستور رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للدفاع، وهو الذي يختار الوزراء، ويصدر ما يراه ضروريًا من المراسيم في حالة غياب الجمعية الوطنية، ويحق له حلها قبل انتهاء مدتها، وفي الوقت نفسه يعد مستقيلا، وعليه أن يرشح نفسه مرة أخرى.

وقد عارضت الأحزاب السياسية هذا الدستور الذي يعطي رئيس الجمهورية صلاحيات واسعة، ويجعل السلطة تتركز كلها في يديه، وفي الوقت نفسه دخل الرئيس أيوب في صراعات مع أحزاب المعارضة، فاتحدت كلها ضده في انتخابات الرئاسة التي عقدت في سنة (1385هـ= 1965)، ورشحت الآنسة فاطمة جناح شقيقة محمد علي جناح مؤسس دولة باكستان، وكانت بهذه الصلة موضع احترام الباكستانيين وتقديرهم، غير أنها لم تفلح في الفوز في الانتخابات، ومنيت المعارضة بهزيمة كبيرة.

[تحرير] الحرب الهندية الباكستانية

اتسمت السياسة الباكستانية في عهد أيوب خان بالاتجاه إلى الغرب، ودعم العلاقات معه، وتعزيز العلاقات مع الصين الشعبية التي كانت تكن عداء للهند، وكان أيوب خان يهدف من وراء ذلك إلى تقوية موقفه في صراعه مع الهند بسبب مشكلة كشمير، وكانت العلاقة بين الجارتين تزداد سوءا يوما بعد يوم، منذ أن انفصلت باكستان عن الهند، وتطور النزاع بينهما إلى حرب بينهما نشبت في (جمادى الأولى 1385هـ/سبتمبر 1965)، واستمرت الحرب بينهما سبعة عشر يوما، وقام السلاح الجوي الباكستاني بدور حاسم في المعركة، وكاد النصر يلوح لباكستان، لولا تدخل مجلس الأمن الذي أصدر قراره بوقف إطلاق النار في (29 شعبان 1385هـ= 22 ديسمبر 1965) وانتهى الأمر بين الدولتين المتحاربتين إلى عقد صلح بينهما، عُرف باتفاق طشقند في (14 رمضان 1385هـ= 5 يناير 1966)، وبدأت عملية انسحاب القوات، وتبادل الأسرى، وعودة الرحلات الجوية بين باكستان وبنجلاديش عبر الأجواء الهندية.

[تحرير] اشتداد المعارضة

اشتدت المعارضة لسياسة أيوب خان بعد توقيع المعاهدة، وزاد من شدتها انتقاد وزير الخارجية ذو الفقار علي بوتو لمعاهدة طشقند التي كانت بنودها تميل إلى صالح الهند برأيه، وانتهى به الحال إلى الخروج من الوزارة، وكان من أقوى أركان حكومة أيوب خان، وأسس بعد الخروج من الوزارة حزب الشعب الاشتراكي في سنة (1388 هـ/1968 م).

وأخذت شعبية أيوب خان تنهار؛ لإحساس قطاعات عريضة من الشعب الباكستاني بفشل أيوب خان في الحصول على تأييد الدول الإسلامية ذات الثقل الدولي مثل مصر والجزائر في صراعه مع الهند، وبدا أن رابطة الإسلام التي تجمع باكستان بهذه الدول لم تمنعها من تأييد الهند، فضلا عن عدم تأييد الدول الغربية لأيوب خان في صراعه مع الهند، على الرغم من ولائه للغرب والتزامه بسياسته.

وزاد من حرج موقف الرئيس أيوب خان أن نشطت الدعوة إلى انفصال باكستان الشرقية بنجلاديش عن باكستان، وتزعم تلك الدعوة مجيب الرحمن زعيم حزب رابطة عوامي البنجلاديشي، وكان من نتيجة ذلك أن دعا الرئيس الباكستاني إلى عقد مؤتمر للحوار مع الفصائل المعارضة سنة (1388هـ= 1968) في مدينة روالبندي عرف بمؤتمر المائدة المستديرة، وكانت نتيجة المؤتمر مخيبة للآمال، فلم يتفق المجتمعون على شيء؛ بسبب مغالاة مجيب الرحمن في مطالبه، التي تدعو إلى الاستقلال الذاتي الكامل لباكستان الشرقية، وتمثيلها في المجلس النيابي الاتحادي على أنها تمثل أغلبية السكان، غير أن أيوب خان قدم بعض التنازلات، وتعهد بأنه لن يرشح نفسه مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية القادمة، وأنه سيقوم بإجراء بعض الإصلاحات السياسية.

[تحرير] استقالة أيوب خان

لم ينجح المؤتمر في فرض حالة الأمن والهدوء في البلاد، فاستمرت المظاهرات وعمت البلاد؛ فاضطر أيوب خان إلى تقديم استقالته من منصبه في (6 محرم 1389هـ/25 مارس 1969) وخلفه في السلطة الجنرال يحيى خان القائد العام للجيش الباكستاني.

اعتزل أيوب خان العمل السياسي، وعاش بعيدا عن أضوائه حتى توفي في (6 ربيع الأول 1394هـ= 9 إبريل 1974).