جامع قرطبة
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
واحد من أروع ما أنشأ المسلمون من الأعمال المعمارية , و يوجد في قرطبة بالأندلس (أسبانيا) , و يقع هذا المسجد بالقرب من نهر الوادي الكبير ، وتحيط به و من جوانبه الأربعة أزقة ضيّقة , و هو باعتراف مؤرخي العمارة الأوروبية قمة من قمم الفن المعماري العالمي على مر العصور , و دليل قاطع على براعة العرب في فن الهندسة و المعمار.
فهرست |
[تحرير] تاريخ الجامع
لقد تم بناء هذا الجامع خلال قرنين و نصف قرن تقريبا , و يرجع تأسيس المسجد إلى سنة (92 هـ) عندما اتخذ بنو أمية قرطبة حاضرة لملكهم ، حيث شاطر المسلمون نصارى قرطبة كنيستهم العظمى ، فبنوا في شطرهم مسجداً و بقي الشطر الآخر للروم ، و حينما ازدحمت المدينة بالمسلمين و جيوشهم اشترى عبدالرحمن الداخل شطر الكنيسة العائد للروم مقابل أن يُعيد بناء ما تـمّ هدمه من كنائسهم وقت الفتح ، و قد أمر بإنشائه ((عبدالرحمن الداخل)) سنة 785 ميلادي و قد كانت مساحته آنذاك (4875 متراً مربعاً) و كان المسجد قديماً يُسمى بـ (جامع الحضرة) أي جامع الخليفة أمّا اليوم فيُسمى بـ (مسجد الكاتدرائية) بعد أن حوله الأسبان كاتدرائية مسيحية. و أهم ما يعطي هذا الجامع الفريد مكانة في تاريخ الفن المعماري أن كل الإضافات و التعديلات و أعمال الزينة , كانت تسير في اتجاه واحد و على وتيرة واحدة , بحيث يتسق مع شكله الأساسي.
[تحرير] مميزات الجامع
كان الشكل الأصلي لمسجد عبدالرحمن في عام 170 ﻫ يتألف من حرم عرضه 73.5 متر ، و عمقه 36.8 متر ، مقسم إلى 11 رواقاً ، بواسطة 10 صفوف من الأقواس ، يضم كل منها 12 قوس ترتكز على أعمدة رخامية و تمتد عمودياً على الجدار الخلفي. و هذه الصفوف تتألف من من طبقتين من الاقواس ، الأقواس السفلية منها على شكل حدوة الفرس ، والعلوية تنقص قليلاً عن نصف دائرة ، وهي تحمل سقفاً منبسطاً ، يرتفع مقدار 9.8 متر عن الأرضية و فوقهم 11 سقفاً جمالونياً متوازياً ، بينها أقنية عميقة مبطنة بالرصاص. والحرم ينفتح على الصحن بواسطة 11 قوس حدوي ، ترتكز على عضائد على شكل T. والصحن عرضه 73.21 متر و عمقه 60.7 متر. و يوجد له باب غربي و باب شمالي على المحور الشمالي الجنوبي ، كما له على الأرجح باب شرقي متوافق مع الأول. و كان للحرم باب واحد يعرف اليوم باسم (بوير تادي سان استيبان) ، وللحرم أيضاً 3 دعائم للشرق و الغرب ، تبرز 1.5 متر ، و دعامتان ركنتيان و على الأرجح 10 في الجانب الجنوبي ، لتتحمل ضغط صفوف الأقواس. و سمك الجدران قدره 1.14 متر. والصحن لم يكن محاطاً بأروقة , و الكتابات التى تزين واجهة المحراب يصعب فهمها ، ومما كتب الآية السادسة من سورة السجدة (ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم) و مما كتب أيضا : موقف الإمام المستنصر بالله عبدالله الحكم. كما كتبت الآية 23 من سورة الحشر : (هو الله لا اله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون) , و من أعمال الحكم فى جامع قرطبة مد قنوات المياه الى السقايات. والميضآت التى أحدثها , و قد أوصل الماء إلى المسجد عبر قناة مدها من سفح جبل العروس قرب قرطبة كما أنشا الحكم عدداً من المقاصير ، منها مقصورة "دار الصدفة" غربي الجامع ، وقد جعلها مركزاً لتوزيع الصدقات ، و مقصورة أخرى أمام الباب الغربي كان الفقراء يتخذونها مسكناً لهم.
[تحرير] التوسعة المعمارية
كانت مقاييس الجامع الأول (75 م × 65 م) بالإضافة إلى صحن الجامع , و في عهد الامير الأموي الأندلسي (عبد الرحمن الأوسط) توسع فيه أكثر , ثم المحراب و القنطرة الموجودة فوق الشارع الرئيسي الذي يمر غرب الجامع , و الهدف منها انتقال الأمير عليها من قصره دون أن يمر في الشارع. في سنة (951 ميلادي) أنشأ ((عبد الرحمن الناصر)) , مئذنة جديدة في أقصى صحن الجامع جهة الشمال , و هي على هيئة برج ضخم له شرفتان للأذان يصعد إليها بسلم داخلي , و هذه المئذنة لا تزال موجودة , و قد حولت إلى برج أجراس. و في عهد ((محمد بن أبي عامر المنصور)) في عصر الأمير هاشم المؤيد عام 987 ميلادي زُيد في الجامع فأصبحت مقاييسه (125 متر × 180 متر) لتكون مساحته 22500 م2 أي خمسة أفدنة.
[تحرير] ماذا حدث للجامح
- تعرّض المسجد في سنة 400 هجرية للنهب ، بعد أن ترك الناس قرطبة ، نتيجة القتال الذي نشب بين المهدي و بين سليمان بن الحكم.
- اجتاح قساوسة قرطبة سنة 633هـ / 1236 ميلادي ، ما في قرطبة من مساجد و قصور ، و تعرّضوا للمسجد و خربوه.
[تحرير] صحن النارنج
يعد صحن المسجد قطعة فنية فهو محاط بسور تتخلله سبعة أبواب , و في جهته الشمالية توجد المئذنة , و قد زرع الناس أشجار النارنج , و أشجار الليمون فيه , و لهذا يسمى صحن النارنج.
[تحرير] المصادر
تصنيفات الصفحة: صفحات للدمج | الأندلس | مساجد | قرطبة